طيوب النص

أيتها السنديانة

من أعمال التشكيلي عمر جهان
من أعمال التشكيلي عمر جهان

أيتها السنديان الباردة،
كـكوز نبيذ يسيل من شفاه عصفورة،
في فمِ مُحتَضِر
بأوراقك المُنتحبة فجراً
تحاول صُنع قصيدة
مضى وقت منذُ أن قبّلْتِني
ألا يجوزُ لإنسان أنجبهُ الشارع أن يَثمل
ودسّتْ تحت إبطيهِ الذاكرة حقول التبغ
أن يترنحَ كـفصوصِ دوار الشمس
إني تائه بين البراري
وفوق شفاهي تمرحُ الغِربان الأتيةُ من زلاف
تنبشُ التجاعيد المُخللة
تبحثُ عن ياسمينةٍ عُمرها عشرون سنة
رحلتْ دون وداع
وخلّفتْ ورائها الفقر والدموع
والسهر على قارعة الطريق
ألا تعرفين أبي يا سنديانتي المصقولة كـنهدِ صبية
وحدهُ من يملكُ وجهاً بكلِ هذا البؤس
ومن أصابعه الطينية يتسربُ بكائي
وحتى تذمرهُ حول موت الشاب حسني
ظننتُكِ قارئة فنجان
أو حتى مِرآةً تفك أقراط النحاس من أُذني حسناء
في سياجنا الرمادي كنتِ هناك
وحدكِ دون مرساةٍ أو بجامة نوم
تلتقفين البرد والصراخ
ومواء القطط وهي تلد
وتتقيئين الظل تحتك
وكنتُ أنا أتوكئ براميل النبيذ
التي أحيكها أيام العطل من جلدك
لأرتمي ككرةٍ في نهر
فأنتِ ربما تكونين أمي
أو طفولتي المنسوجةِ من الكمان
قديماً حينما كان الحُب رسالةً ورقية وأغنيةً ملفقة
حينما كان الأصدقاء لا يشبهون الخيانة
ولا تفوح منهم رائحةُ الفقر والبطالة
قَبّليني يا شجرتنا النائمة منذ القِدم
فأنا بـشفاهٍ تخلو من الرحيل والندم
وأصابعي تجيد قفز الحواجزِ والكذب
ومن لوني المتعب كـعكازٍ متشقق
تسرق اليرقاتُ قوس قزح.

مقالات ذات علاقة

بنغازي تحتفي بشعر المحكية الليبية

المشرف العام

أسئلة من بريد القرّاء إلى الكاتب فراس حج محمد

فراس حج محمد (فلسطين)

للحرب بقية

المشرف العام

اترك تعليق