متابعات

الشقيقتان الأسطى توقعان الأمثال الطربلسية في القبة الفلكية

حفل توقيع كتاب الأمثال الطرابلسية للباحثة أسماء الأسطى، ونزيهة الأسطى

اثراءً للمكتبة الأدبية الليبية وحفظا لذاكرة التراث الشعبي للمجتمع المحلي أقيم بالمركز الثقافي- القبة الفلكية بمدينة طرابلس حفل توقيع للكتاب الصادر حديثا(الأمثال الطرابلسية) بلوحة تزيّن غلافه للفنان التشكيلي “بشير حمودة” أعدّته كل من الباحثة “أسماء الأسطى”، بالتعاون مع شقيقتها “نزيهة الأسطى” بحضور لافت للكتّاب والنخب المثقفة والمهتمة، وذلك مساء يوم السبت 28 ديسمبر الجاري، يُذكر أن مبيعات الكتاب سيذهب ريعها لصالح جمعية رعاية الأسرة ومنظمة حياة لدعم مرضى السرطان.

مشروع إعداد الكتاب
إذ استهلت السيدة نزيهة الأسطى كلمة الافتتاح بالحديث عن ملامح من تعاونها مع شقيقتها في الإعداد لمادة الكتاب مؤكدا على أن الباحثة أسماء قد اضطلعت بالمجهود الأكبر سيما المقدمة التي شكلت عصارة للكتاب نظرا للعمل البحثي المبذول فيها من جانبها أشارت الباحثة أسماء الأسطى بالقول أنها هذا الكتاب هو نتاج نحو خمسة وأربعين عاما من التجميع فكنت أضيف ما لا أجده مدونا من الأثمال الشعبية في كتيب الراحل “محمد حقيق”، مضيفة : بعد سنوات من مراجعتي اكتشفت بأن الهوامش تفوق المتن، ومن هذا المنطلق ولدت فكرة الإعداد لهذا الكتاب فالأمثال الشعبية تستحق العديد من الكتب والدراسات خاصة وأن ما يقرب عن الخمسة وأربعين مؤلفا صدرت عن ، الأمثال الشعبية في ليبيا، وتابعت الأسطى قائلة : للأستاذة نزيهة ذاكرة عظيمة ساعدتني على تصويب عدة أمثال فكانت هي المرجع الأساسي والحقيقي الذي أفضى بنا للانتهاء من القراءة السليمة لجميع الأمثال الموثقة متجاوزة الـ4000 مثل، وأوضحت الأسطى بأن الفصل ما بين المثل والقول المأثور والتعابير شعبية يبدو مستحيلا بسبب تداخل بعضها ببعض فثمة أقوال تعد بمثابة الحكمة أو القول الموجز وبواسطته يتم الفصل في الأمر في حوار أو نقاش وهو خلاف يكون القول الفصل فيه للمتن يُنهى به الحديث.

اختيار الأمثال الطرابلسية
فيما عللت الباحثة الأسطى عن سبب اختيار الأمثال الطرابلسية دون غيرها فالمثل هو القول الشائع الذي يلقى القبول بين الناس ويذيع ويشيع فلا يُعرف له مؤلف ولا يُعرف تاريخ بدايته أو تاريخ انتهائه إنما هو قول يتحرك وينساب مع إيقاع المجتمع البشري وأفراد المجتمع كلما تنقلوا نشروا هذا النتاج المجتمعي من الحِكم والصياغات الفريدة لما فيها من مهارة وبراعة وفصاحة، وأكدت في المقابل أن كل تكتل اجتماعي يعتز بلهجته وخصوصيته على اختلاف اللهجات الليبية من مدينة إلى أخرى، وحينما نُبرز اللهجة الطرابلسية هذا لا ينتقص من قيمة اللهجات المناطقية التالية فكل منطقة ليبية تملك مخزونها من الألفاظ والمفردات كطريقة الإلقاء وقلب بعض الحروف من شين إلى سين والجيم إلى زين باعتبار أن كل بيئة تستقي أمثالها من محيطها فالمحيط يحضر في تكوين ونشأة الأمثال، كما بيّنت الأسطى بأن عملية التوثيق لم تأتي اعتباطا فهي تُهيئ المُناخ للدراسات المستقبلية للاستعانة بها، وأردفت بالقول : يجب أن يكون هنالك جهة ما تُعنى بتوثيق الرصيد الشعبي من المرويات الشفاهية لنحصل على موسوعة الأمثال الليبية تُغطي الجغرافيا الليبية بصورة كاملة بحدوده السياسية والإدارية.

خصائص وسمات المدن
فيما لفتت الأسطى أن للمدينة سماتها وصفاتها وما جُبلت عليه كذلك الصحراء والجبل، وطرابلس على سبيل المثال مدينة ساحلية تمتد على البحر فمن يأتي الخير ومنه تأتي المخاوف، فالبحر نجده حاضرا بأدوات الصيد ومحتوياته في جميع الأمثال الطرابلسية بينما في البادية والمناطق النائية البعيدة عن البحرلديهم هواجس غريبة عن البحر والنظر إليه باعتباره مصدرا للأذى والشر، وهذا وجه للاختلاف بين المدينة والدواخل ليس فيها أية غضاضة، ونوهت الأسطى أن مجموعة من الكتّاب الليبيين قد وظفّوا بعض الأمثال والأقوال الليبية كعناوين لأعمالهم الإبداعية كمصطفى الأمير، وجمعة بوكليب، وكامل المقهور، ومحمد النعاس، وأضافت الأسطى أيضا أننا نواجه تغييرا وتطورا في لهجتنا المحلية ما يجعل الأجيال الحالية والقادمة تقف مشدوهة أمام هذا الإرث بما يضمه من مفردات قد انقرضت اليوم، ومعان قد لا تصل إلى أذهانهم وفق تطور اللهجة .

المحمية الطبيعية للأمثال الشعبية
من جانب آخر شارك الكاتب والباحث “يوسف الغزال” بمداخلة مشيرا من خلالها إلى أن المكتبة رمزا للوطن فحضارة الشعوب تُقاس بحجم وعدد مكتباتها، وتابع بالقول : إن الحاج محمد حقيق هو أول من قدم لنا المثل الشعبي عبر الإذاعة الليبية فالمثل كمنطوق يفهمه المصراتي والخمسي والغرباوي والشرقاوي، وبالتالي الإذاعة من خلال المثل الشعبي وحِّدت اللغة وأمثلة وحكايات محمد حقيق زادت أكدت على وحدة اللهجة والوطن علاوة على حكايات خديجة الجهمي، واستعرض الغزال نخبة من أغلفة الكتب ومؤلفات الأمثال الشعبية لعدة كتّاب وأدباء ليبيين، وأوضح الغزال بأن مجموع هذه الأمثال من أساتذة مختصين وهواة يدفعنا للاستئناس والاطمئنان إلى أن المثل الليبي قد توثّق بالمتن المطبعي فأهمية المثل عظيمة فلا نستطيع حصر أهمية المثل لافتا إلى أن المثل يُصنف كونه محمية طبيعية لألفاظ اللهجة فكثير من الألفاظ والمفردات تنتهي من التداول اليومي لكن المثل يحافظ على بقائها، وعند هذه الحالة تتفاعل اللغة مع القديم والحديث تتناسب لتصبح أكثر أصالة وعمقا، ويرى الغزال بأن الأمثال تخلو تماما من الجوانب السلبية .

مقالات ذات علاقة

إضاءات على الآثار المعمارية الليبية الفينيقية

مهند سليمان

«قهوة الظل» يحتفي بـ«أحلام طفلة سجينة» بدار الفقيه

المشرف العام

اختتام فعاليات «مهرجان ملاقاة الربيع السياحي» في سوكنة

المشرف العام

اترك تعليق