السعيد عبد العاطي مبارك الفايد | مصر
لا تخافي..
فباب مدينتي يناديك ِ
هنا ميلادي وذكرياتي
والحب مرسوما على نافذتي العتيقة.
*
تعالي..
نغني للفجر الوليد
من ظلال الوجد
وترنيمات الليل السعيد
والحلم القادم من بعيد.
*
اذكريني..
عندما تهطل السماء
والمطر يبلل نافذتي
والعصافير تنقر
زجاجها المشروخ..
*
الحارس..
قد أغمد سيفه
وجلس القرفصاء على الرصيف
تعانقه نسمة الصيف
وهو غريب وحيد مثل الضيف
لكن قلبه مملوء بالخوف.
*
البائع..
حزم حقائبه
وأعلن افلاسه
وأغلق باب دكانه
ووزع ما تبقى من متاع
لكنه وقف خلف المدينة
ينتظر عودة القافلة..
*
الأطفال..
تجمعت في نهاية شارع التسعين
يلعبون الكرة
وشرطي المرور يمنعهم
فجأة السيارة تطيش بالكرة فيبكون.
*
الأرجوزة..
يتجول في الحارات
والأمهات تأتي بالأولاد
لكن البهلوان لا ينظر إلا إلى البنات
ويقص لهن الحكايات.
*
الشحاذ..
يحمل جوال أرز على ظهره به نصفه
وفي جيوبه كومة من الأوراق
فتنتابه نوبة إغماء
فيسطو عليه اللص في وضح النهار.
*
السجين..
يهرب من خلف الحديقة
وطلقات الرصاص فوق رأسه
لكنه فلح أن يتسلق السور
وأثناء هبوطه إلى القاع
كلب البوليس له بالمرصاد
فقرر الاستسلام.
*
الشاعر..
وقف على شاطئ البحر
ينشد شعره
فيسخر منه المارة
فيلقي بديوانه في عمق الدوامة
فتخرجه له مرة ثانية الأمواج
فيدفنه في الرمال
ويبكي حوله.
*
الطيور..
تمتنع عن التغريد
والعواصف تطارد الأشجار
فتتساقط الثمار
ولم تستوي بعد
فتقذفها الناس في النهر
فتتلقفها الأسماك
فيقهرها الصياد.