الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
في إطار إطلاقها لمشروع كتاب (ألبوم ليبيا) افتتحت مؤسسة آريتي للثقافة والفنون بدار كريستة بالمدينة القديمة طرابلس مساء يوم الثلاثاء الأول من الشهر الجاري معرضا يضم جميع الصور المُحمّلة بقصص الأمس وذكريات شتى احتوتها دفتيّ كتاب (ألبوم ليبيا)، وشارك فيه نخبة كبيرة من الكتاب والأدباء والمصورين والإعلاميين من جميع مدن ومناطق ليبيا على تفاوت الأجيال الأعمار ليُجسّد لوحة فسيفسائية تُزاوج ما بين الكلمة والصورة فتعكس بتجلي وقع الكلمة على الصورة وما بينهما مساحة تشغلها بلاغة التأويل، كما يُعد الكتاب بمثابة محاولة للمضي قُدما لتوثيق الذاكرة الجمعية لدى شرائح ونخب متعددة من المجتمع المحلي في ليبيا خلال نص قرن من الزمن.
ليبيا بصورة مختلفة
الجدير بالذكر إن مشروع الكتاب يتكوّن من كتاب أنيق وفخم وموقع على شبكة الإنترنت يتجدد باستمرار باستقبال المشاركات، فضلا عن تنظيم أمسية لقراءة بعض النصوص المشاركة، وندوة فكرية ستتطرق لأبعاد وأهداف المشروع، وتشير مؤسسة آريتي في بيان إعلانها عن المشروع أنها هدفت من خلاله إلى طرح انطباع مختلف ومتميز عن ليبيا للعالم التي لطالما حاصرتها أجهزة الإعلام العربي والعالمي داخل قوالب نمطية، في ضوء وجهة نظر سياسية واحدة تختزل البلاد بتاريخها وموروثها العظيم في موارد النفط والغاز والاقتتال الأهلي ودكتاتورية النظام السابق، وبالتالي تجيء قصص وحكايا كتاب (ألبوم ليبيا) مُبرهنة على حقيقة ما تمتاز به ليبيا من إرث حضاري وزخم ثقافي وتاريخي وجغرافي عظيم.
قصص من الكتاب
وعبر هذا السياق نقتطف مما جاء من مشاركات في الكتاب حيث يسرد المصور المخضرم “محمد كرازة” ذكرياته مع كوكب الشرق “أم كلثوم (حبي لفن التصوير الفوتوغرافي منذ سنة 1958م في مدينة جادو على يد السيد عريبي وشاح وهو موظف إداري بقائم مقامية وسط منطقة جبل نفوسه بجادو. وفي أوائل سنة 1959م وبعد زيارتي لطرابلس تعرفت على المصور علي إبراهيم بن بشر الرياني صاحب محل التصوير الفوتوغرافي الواقع في بداية 24 ديسمبر المسمى (مصوراتي فوتو فيلم) الذي أتاح لي فرصة تعلم فن التصوير وتحميض الأفلام وطبعها، وكان يعمل عنده في الفترة المسائية فنيان أحدهما إيطالي والآخر فني ليبي يعمل رسمياً بقسم التصوير التابع للبوليس الاتحادي ويدعى عبد الحميد الشماخي، وهما يعتبران أفضل فنيي الطبع والتحميض على نظام مكبر دورست في ليبيا آنذاك؛ فأتقنت هذا الفن برعايته حيث أعطاني الفرصة في الفترة الصباحية) من جهة أخرى ترصد الشاعرة “فيروز العوكلي” علاقتها بالأماكن (نهاية التسعينيات سيارات قليلة وناس تتمشى أكثر نقف على جسر الصحابة وسط المدينة وعلى “عقبة” المدينة، ونطل عليها ونشير للأماكن التي نعرفها بيتنا مدرستنا دكاننا شارعنا في محاولة لامتلاك المكان).