طيوب عربية

‏الوقتُ في بلدِ الوُصولِ

عائشة السيفي | عمان

ساعة (الصورة: عن الشبكة)

‏الوقتُ في بلدِ الوُصولِ
‏علامةٌ لتدّل تذكرَة المسافِر عنْ حياةٍ لا تُلائمُ حُزنَهُ
‏(حُزنيْ سَريعٌ لا يحبّ البطءَ أوْ تأجيلَ أوقَاتِ البكَاءْ)

‏الحبّ في بلدِ الوُصولِ
‏ضلالةٌ كُبرَى وجُرمٌ فادحٌ.. وفمُ المُسَافِرِ لا يكفّ عنِ الحنينِ إلى فتاةٍ لا تحبّ سوَى علانِيَةِ الحضُور
‏كأنْ يفاجِئهَا الحبيب بقُبلةٍ في مطعمٍ أو أن يعدّل كُحلهَا بيديهِ أو يَشتَاقهَا ويقُول ذلكَ: ‘كمْ أنَا أشتَاقُها’ لصَديقهِ

‏(وأنَا أريدُ الحُبّ، لا لتخَافَ، بلْ لأدسّ في قلبِ الحبيبَةِ رَاحةً وسكينَةً علنيةً)

‏البحرُ في بلدِ الوُصُولِ
‏مُقيّدٌ.. فبلادُنَا تعِبَتْ، ولمْ يتعَب رُعَاةُ الخَوفِ من تكْسِيرِ رملِ الرُوحِ بالموجِ المعدِّ لحتفهِ

‏النَّاسُ في بلدِ الوصُولِ، تخبئُ العشَّاقَ في الأصدَافِ كيْ لا يكبُروا، لكنّهم يتمددونَ إذا استحَالُوا وردةً

‏الليلُ في بلدِ الوُصولِ
‏مدينَةٌ مهجُورَةٌ منْ كلّ شيءٍ غيرَ موسيقَا الحوَانيتِ الصغيرَةِ أوْ ترانيم السّكارى في مديحِ الخمرِ

‏(هذَا وقتُنا في الحَانِ، سوفَ نصيرُ زهادًا غدًا، الآن كأسٌ آخر فالوقتُ أعمَى والحيَاةُ قصِيرَةٌ)

‏الخوفُ في بلدِ الوصولِ
‏وسِيلَةٌ للعيشِ، فالبترُولُ غالٍ والحيَاةُ مليئةٌ بالهاربينَ من الحيَاةِ إلى ظلامِ السّجْنِ

‏(هذَا وقتُنَا لنعيشَ فيْ قبوٍ صغيرٍ لا نحسّ بقيمَة العُمرِ المؤجّلِ فيهِ والوجبَاتُ مجانية، ونقدرُ أن نقولَ كلامنَا من غيرِ خوفٍ أو مبَالاةٍ سوى بالموتِ)

‏وَالمَوتُ في بلدِ الوصولِ خطيئةٌ صُغرَى فأكبرُ منهُ أن تحيَا على بلدٍ يريدُكَ ميتاً

‏(النفطُ غالٍ، والضرائبُ مُرَّةٌ والعاطلونَ عن الحيَاةِ ينافسُونَ الأثريَاءَ على الهوَاءِ)

‏لذَا فإنّ الموتَ في بلدِ الوُصولِ محَبّبٌ
‏فالقَبْرُ بالمجّان لا إيجَارَ يتبعهُ ولا قرض ولا فاتورَة منْ كُلفَةٍ متأخِّرَةْ

‏ ‏بلَدُ الوصولِ
‏تذاكر دونَ الرجوعِ
3 أمتارٍ، وسقفٌ منْ ترَابٍ، حفرةٌ للآخرةْ


سرد أدبي | مجلة فصلية أدبية، العدد الثامن – مارس 2022م.

عائشة السيفي شاعرة وكاتبة من عُمان، من مواليد مدينة نزوى عام 1987. حاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية بجامعة السلطان قابوس عام 2010، والماجستير في الهندسة والتنمية الدولية من جامعة كلية لندن (يو سي أل) بامتياز مع مرتبة الشرف عام 2019.. عملت مهندسة ومدير مشاريع في قطاع الموانئ كما شغلت مجموعة من المناصب القيادية في القطاعين الحكومي والخاص آخرها عملها كنائبة الرئيس للبرنامج الوطني للاستثمار بالسلطنة. أول شاعرة عربية تتوج أميرة الشعراء في برنامج أمير الشعراء التلفزيوني في موسمه العاشر. صدر لها عدد من المجموعات الشعرية منها:
“البحر يبدل قمصانه” عن دار رياض الريس عام 2012
“أحلام البنت العاشرة” عن دار مسارات عام 2015
“لا أحب أبي” عن مجلة نزوى عام 2017
“شهوة المرآة” عام 2021
“في الثلاثين من نخلها” عام 2023

مقالات ذات علاقة

قصّتي مع الترجمة

عزالدين عناية (تونس)

الحياة كتبت فصولها

المشرف العام

نبضاتُ ضميرٍ بينَ شفرتَيْ مِقصّ!

المشرف العام

اترك تعليق