متابعات

مناقشة وتوقيع مجموعة (سيرة عالية) بالقبة الفلكية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة احتفائية عن المجموعة القصصية (سيرة عالية) للكاتبة “محبوبة خليّفة”

أقامت الجمعية الليبية للآداب والفنون بالتعاون مع دار الفرجاني للنشر والتوزيع مساء يوم الثلاثاء 14 من شهر مارس الجاري ضمن موسمها الثقافي لعام 2023م، ندوة احتفائية حول المجموعة القصصية الموسومة بـ(سيرة عالية) للكاتبة “محبوبة خليِّفة” صاحبها حفل توقيع بقاعة القبة الفلكية بطرابلس، بحضور الكاتبة التي شاركت بقراءة عدد من نصوصها مجموعتها، وعدد من الكتاب والأدباء والمثقفين وعموم المهتمين، وقدم وأدار الندوة السيد “غسان عتيقة” بمشاركة مجموعة من الكتاب بورقات نقدية جاء في مستهلهم مشاركة الكاتب “إبراهيم حميدان” بورقة قرأها نيابة عنه الشاعر “أحمد بللو” حيث أشار فيها إلى أن ثقافة فنون السرد الحكائي والدراية بتقنيات الكتابة القصصية نجد الكاتبة تزاوج بين كتابة تقليدية هي أقرب إلى الذكريات الشخصية منها إلى القصة القصيرة كما في قصة(من درنة إلى اسكوتلاند)، وكتابة حداثية وما بعد حداثية كما في قصة (سيرة عالية) التي حملت عنوان المجموعة، وكانت مختلفة عن بقية النصوص، وأضاف حميدان أن مهارة الكاتبة في مجموعتها وقدرتها على الايجاز والتكثيف ملحوظ جدا والتحكم في تقديم ورسم الأحداث في تلاحقها السريع والتي تبدو غير منطقية، وأردف قائلا : إن الكاتبة تملك القدرة تقديم المشاهد والحوارات في سرد يتوفر على بلاغة واقناع فني وطي مراحل زمنية طويلة نسبية في مشاهد قصيرة دون الوقوع في الافتعال أو القفز على الفترات الزمنية.

الذكريات الموغلة في القِدم

من جانبها شاركت الشاعرة “حنان محفوظ” بورقة أشارت من خلالها إلى ظروف معرفتها بالكاتبة محبوبة على صفحات التواصل الاجتماعي بموقع (فيسبوك) وولوجها إلى عالمها الشعري والأدبي في ضوء كتاباتها التي كانت تواظب على نشرها، وأضافت محفوظ بالقول : حين قرأت إنتاجها الشعري أدركت بأنها صوت شعري مهم يضاهي الأصوات الموازية من الشعراء الرجال في ليبيا، وتابعت كنت في حيرة من أمري أيّ القصص أكتب عنها في مجموعة سيرة عالية، وهي مجموعة اجتمع الحديث في جُلها عن درنة المدينة الزاهرة فدرنة مسقط رأس الكاتبة ومرتع صباها فكانت المدينة وأهلها وعاداتها وتقاليدها هي العامل المشترك لأغلب قصص المجموعة فقد دعتنا الكاتبة لتأمل جماليات درنة وحضورها الربيعي لكي نتخيل ما وراء الجبل، وركزت الكاتبة على الرموز المادية والمعنوية فذكرت في أكثر من قصة (السوريلات) وهن الراهبات الإيطاليات اللائي كن سببا في تعليم البنات الليبيات بدرنة، وأردفت محفوظ أيضا أن الكاتبة تناولت بالحديث عن القابلة وهي مهنة تمتهنها بعض النساء وتأخذ بها مكانة اجتماعية مرموقة بين أفراد الأهالي في المجتمعات الليبية المصغرة، كما استعرضت محفوظ عددا مما حفلت به المجموعة من تفاصيل رمزية مؤكدة بأن كل هذه الرموز تدل على التعمق في الهوية الليبية فحافظت على مفردات اللهجة الليبية في قصصها، مضيفا بأن سيرة عالية كان لها نصيب الأسد من حصة المجموعة بأجزائها الثمانية وتابعت : اهتمت الكاتبة بإدراج نصوص من غناوي العلم القصيدة الشعرية المكثفة التي تعد إحدى روافد الأدب الليبي خاصة في الشرق منه، وفي حديث الذكريات قد لمست استجلاب الكاتبة لذكريات موغلة في الماضي مؤكدة أن القارئ أمام الكاتبة محبوبة خليفة يجد نفسه إزاء شخصية مثقفة ففي قصصها أحداث تاريخية وعالمية ومحلية.

تنوع القصص

كما شارك الكاتب “يونس الفنادي” بورقة نقدية أشار من خلالها إلى تعدد وظائف وأغراض السرد اجمالا والقصة القصيرة على وجه الخصوص، وإن ظل الامتاع هو أساسها جميعا وأقصر غاياتها وأنبل أهدافها، وفي سيرة عالية وقصص أخرى جاء العنوان صريحا مباشرا يحيل القارئ إلى الموضوع الذي تتناوله المجموعة القصصية وهو سرد نثري لمشوار حياة وسيرة وحكايات شخصيات هذا العمل سواء الحقيقية الظاهرة أو المقنعة المتوارية على حد سواء، وأضاف الفنادي بالقول : ولكن رغم هذا الوضوح النسبي فهو ينطوي على بعض أسراره وخصوصياته والكثير من التشويق والجاذبية، والدعوة للتأمل والتخمين في حقيقية هذه الشخصيات وعلى رأسها عالية مثلا ففي أي فترة زمنية عاشت وأين سجلت سيرتها وغيرها من الأسئلة الأخرى التي تبعث رغبة وتحفيزا للكشف عن إجاباتها للحصول على قسط أوفر ومعرفة أبعد، وأردف الفنادي بأن هذه المجموعة القصصية تمثل محطة ثانية لها في الكتابة السردية بعد إصدارها الأول (كنا وكانوا روايتي) التي سجلت فيها جوانب سياسية واجتماعية هامة من سيرتها الذاتية الشخصية ومعاناتها الخاصة كإنسان يملك رهافة حسية وملكة شعرية أولا ثم كأنثى تحمل على كاهلها مسؤولية الأمومة والاهتمام بأطفالها أثناء غياب زوجها المتكرر في المنافي المتعددة ثانيا وكزوجة سياسي ليبي معارض تطارده فرق التصفية الجسدية ويتصيده الموت ثالثا، ولفت الفنادي إلى أن الكاتبة سعت من خلال مجموعتها (سيرة عالية وقصص أخرى أن تجعلها إضافة ثانية في نفس السياق التعبيري، وبمضامين مختلفة حيث اختارت فضاءات متعددة داخل ليبيا وخارجها وشخصيات غيرية أخرى بجانبها وأحداث مختلفة عما تناولته في جنسها الروائي الأول، وأردف الفنادي قائلا : إنه عند استعراض عناوين مجموعة سيرة عالية وقصص أخرى التي بلغ عددها اثنتين وأربعين قصة نكتشف بأنها جاءت مكتظة بالكثير من التنوع سواء بأسماء الأعلام والشخصيات أو الأماكن أو اللغة أو التقنية.

مقالات ذات علاقة

ليبيا وإيطاليا تشتركان في ساحات غير مرئية

مهند سليمان

“ليبيا تلتقي أوروبا”.. مصافحة دافئة بين الفن الليبي والإيطالي

المشرف العام

محاضرة عن تاريخ الصحافة الليبية بمكتب ثقافة بنغازي

مريم العجيلي

اترك تعليق