كتبت ذات حرب في درنة، حين كنت عالقة وقصف الراجمات فوق بيتي،
ولم يكن لي مكان أذهب إليه بهذا العالم، لأبُعد أطفالي عن الخطر.
لم يكن ثمة مكان لي، غير مواجهة الموت والجوع والحصار…
درنة
درنة
لا عزاء…
لواديك، لشلالك،
لجبالك الشاهقات
.. لهديل يمامك وحمائمك..
وشهقات الموج الفضي
علي شواطئك المكابرة..
لومضات ربيعك
حين ينبض في قلبك،
زهر النارنج ويزدهر الياسمين
ويفوح شذى العطرشان…
لموزك وعنبك ونخيلك …
للحقول العبقة بتنهدات النعناع
ومزمارك الرشيق.
لأطفالك وأصباحك ومآذنك
.. لا عزاء …. لك …ولي
حين الفجر
موعدٌ لكل ميلادٍ
يصبح موعدًا للموت،
موعدٌ للعصافير
يصبحُ موعدًا للغارات
لا عزاء لنا
نحن النابتون في جوفك العَطِر.
العالقون على خاصرتك النحيلة
كما بتلات الورد الدرناوي
على ضفاف سواقيك،
أبناءُك وبناتك
وأنت الأم الرؤوم..
لا عزاء …لك
ولحيرتنا وتساؤلاتنا
ومخاوفنا هذا الصباح،
ما الذي يجري؟
وممن؟!
ولماذا؟؟!
7-2-2016