الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
أقامت مكتبة الفرجاني بفرعها في شارع ميزران بطرابلس حفل توقيع ومناقشة أحدث أعمال الكاتبة والروائية الليبية “كوثر الجهمي” الموسومة بـ(العقيد) الصادرة مؤخرا عن منشورات دار الفرجاني للنشر والتوزيع، مساء يوم السبت 7 من شهر يناير الجاري وسط حضور ثلة من الكتاب وجمهور القراء والمهتمين بالأدب الليبي بالإضافة لحضور السفيرة البريطانية في ليبيا السيدة “كارولاين هرندل”، فيما تحدثت الروائية “كوثر الجهمي” موضحة أنه قد يتبادر لذهن القارئ بمجرد مطالعته لعنوان الرواية بأنها تتعلق بشكل مباشر بالعقيد معمر القذافي، وهذا أمر بعيد تماما حتى إن مصمم الغلاف اقترح بأن يُضمّن في القصاصات صورة للقذافي لكنني رفضت فلم أرد أن يكون هنالك تمويه أو خداع للقارئ، والقصاصات المرسومة على الغلاف الخارجي للعمل تُعبّر عن الأحداث التي مرّت بها شخوص الرواية كتفاصيل حرب تشاد مثلا، وأضافت الجهمي إن هذه الرواية متخيلة بالكامل باستثناء الأحداث والوقائع الحقيقية في البلاد ليجيء ذكرها في سياق الأحداث مثل ثورة الطلاب في السبعينيات وحرب تشاد باعتبار أن الشخصية الرئيسة في الرواية كان ضابطا في الجيش يحمل رتبة عقيد، وخاض الحرب في تشاد وتم أسره وانضم لاحقا إلى صفوف المعارضة، وأشارت إلى أنه كان لزاما عليها ككاتبة أثناء سرد حياة شخص عاصر هذه الفترات أن تلجأ لمجموعة من المصادر والمراجع.
المراجع والمصادر
وأردفت : أنا لست بصدد اختلاق أو تجاهل وقائع حدثت في حرب تشاد مما دفعني للاتكاء على بعض المراجع كي أغذي المخيلة من جهة والحبكة الفنية للعمل من جهة أخرى بما يخدم الشخصية ويتماشى مع تاريخ الشخصية وخلفيتها الفكرية والثقافية، وتابعت من بين تلك المراجع كتابان من إصدارات دار الفرجاني أحدهما كتاب مترجم لمؤرخ فرنسي كان محايدا إلى درجة كبيرة وكتب عن كل الأطراف المتنازعة بما لها وما عليها، ومن خلال المصادر يتبيّن أن هنالك أقلام مع حرب تشاد ومؤيدة للنظام السابق وأخرى ضد حرب تشاد ومناوئة للنظام السابق، كما أكدت الجهمي بأنه من المعلوم أن الروائي ليس مضطرا لذكر مراجعه والمصادر التي اعتمد عليها في كتابة عمله بيد أني قد وجد نفسي مضطرة لذكرها دحضا لأقوال البعض حين يقولون ما خبرتك ومن تكون حتى تكتب عن تلك المرحلة.
الجهل بماهية الرواية
مضيفة بأن الوعي الجمعي السائد لا يعي تماما ماذا تعني الرواية فالكثيرون يعتقدون أن الروايات هي ما يُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، فكل ما يحمله وعي الناس عن الرواية أنها مجرد خزعبلات متصلة بالغموض أو بالرومانسية بمعزل عن التاريخ فالجزئيات الموجودة بالرواية ليست من تأليفي أو اختراعي وكل ما سعيت إليه هو أني جعلتها ترفد الأحداث داخل المتن الفني، وذكرت الجهمي أن أحد الأسرى السابقين في حرب تشاد صادف وأن اقتنى الرواية لكنه وقع في فخ الاعتقاد أن الرواية حقيقية ثم تواصل معي لاحقا وأخبرني بأني لم آتي بشيء جديد، وأكدت الجهمي أنه ليس مطلوبا من الرواية أن تجيء بالجديد فهي عمل إنساني بالدرجة الأولى، وعقب ذلك بدأت الروائية في توقيع عدد من نسخ الرواية واهدائها للقرّاء والجمهور الحاضر.