شيرين أبو عاقلة ابنة شعب فلسطين – تضامن البشرية
29 نوفمبر هو ” اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” مناسبة سنوية بقيادة بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوق الغير قابلة للتصرف؛ للمناسبة يتم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم؛
ستتركز فعاليات الأمم المتحدة لهذا العام على ثلاث حلقات للنقاش:
” تكريم إرث شيرين أبو عاقلة، حماية الصحفيين الذين يغطون النزاع”.
وحلقة: تعزيز التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان”، وأيضا ” قصص منسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” .
كما تنظم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قطاع فلسطين والأراضي المحتلة، فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني ودعمه في نضاله المشروع من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتقرير المصير دولة مستقلة عاصمتها القدس.
حراك رسمي دولي يلفت نظر العالم بأن قضية فلسطين لم تُحل بعد، والشعب الفلسطيني لم يحصل على حقوق غير القابلة للتصرف وهي:
الحق في تقرير المصير، وفي الاستقلال الوطني والسيادة وحق العودة.
في المقابل هناك حراك شعبي قادته شخصيات عالمية تضامنت مع الشعب الفلسطيني فعلياً وكرست حياتها للعمل في فلسطين، هم كانوا بمثابة شهود على انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة:
جين كالدر
خسرت فلسطين قبل يوم من مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الطبيبة الأسترالية جين كالدر 1936- 28 نوفمبر 2022، التي وافتها المنية في حي الأمل مدينة خان يونس في قطاع غزة.
أعتبرت وكالة وفا الطبيبة كالدر بأنها أيقونة العمل الإنساني حيث كرست جل حياتها لخدمة القضية الفلسطينية عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومن المساهمين الأوائل في تأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني.
وصلت كالدر قبل 4 عقود إلى الشرق الأوسط بهدف مساعدة الأطفال للعيش في أمان واستقرار. في العام 1980 عملت في بيروت كمتطوعة و في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني متخصصة في قضايا الطفولة. وأثناء الاجتياح عملت كمتطوعة ميدانية لمساعدة الضحايا والمحتاجين.
بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان أنشأت في مصر مركز عين شمس لتأهيل ذوي الاعاقة والعلاج الطبيعي، استفاد من برنامج المركز أكثر من 400 طفل فلسطيني.
خلال الانتفاضة الأولى أسست في غزة كلية تنمية القدرات الجامعية بغزة التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس، وتقوم هذه الكلية بدمج الأطفال الأصحاء مع ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الصفوف المدرسية.
منذ بداية التسعينيات استقرت في خان يونس وعاشت تجربة العدوان على قطاع غزة والاجتياحات الإسرائيلية.
كرمتها دولتها أستراليا لنشاطها الإنساني ولخدماتها للشعب الفلسطيني، كما تم تكريمها من للهلال الاحمر والصليب الأحمر.
وكالدر أم غير بيولوجية لثلاثة أطفال فلسطينيين دلال وبدر ومحمد (حمودة) من ذوي الإعاقة لا تُعرف لهم عائلة ولا اسم، أنتشلهم الهلال الأحمر أحياء من بين الجثث بعد أن فقدوا عائلاتهم في أحد المجازر الإسرائيلية في بيروت.
رغم إعاقة دلال البصرية إلا أنها درست الماجستير تعمل معلمة في كلية تنمية القدرات، بينما تزوج بدر قبل سنوات، أما حمودة فقد توفي قبل سنوات.
هذا وكانت سلطات الاحتلال رفضت منح كالدر تصريح خروج من قطاع غزة للعلاج من مرض السرطان الذي أصابها قبل 3 سنوات. عاشت كالدر وماتت في غزة هذا المكان الأحب إلى قلبها هذه غزة التي حزنت على غيابها.
راشيل كوري
الأيقونة الثانية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والمدافعة عن حقوقه هي راشيل كوري 1979 – 2003 التي استشهدت في16 مارس 2003 على أرض غزة حيث قتلت بطريقة وحشية عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال كانت تقوم بهدم منازل لفلسطينيين في رفح. وكانت كوري قد وصلت غزة خلال الانتفاضة الثانية عام 2000 متطوعة في حركة التضامن العالمية. خلال تواجدها في فلسطين كانت كوري ترسل يوميات مصورة لوالديها توثق فيها انتهاكات سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين. اعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية كوري أيقونة للتضامن العالمي مع شعب فلسطين.
خلد اسمها حيث أُطلق على سفينة مساعدات ايرلندية قادمة إلى قطاع غزة. كما نشرت العديد من الأفلام التي تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين باسمها.
مما جاء في رسالتها الأخيرة التي أرسلتها لأهلها في أمريكا قبل استشهادها:
” أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهد الواقع الحقيقي”.
تحولت مذكراتها إلى مسرحية “اسمي راشيل كوري” قام على تحريرها المخرج البريطاني آلان ريكمان والصحافية البريطانية كاترين فاينر.
راشيل كوري حمامة اولمبيا
أصدر الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد في العام 2005 رواية
“راشيل كوري حمامة أولمبيا”
مستلهمة من وقائع حقيقة تتمثل في استشهاد المواطنة الأميركية راشيل كوري مستخدماً الأسماء الحقيقية لزملاء راشيل وشهود الحدث في عمله الروائي.
حسب معطيات الصحافة العربية حول الرواية فأن المؤلف هارون رسم صورة كاملة تعكس الإجواء التي عاشتها كوري والتي اتخذت فيها قراراها بالسفر الى فلسطين. راشيل التي تعلمت منذ الصغر أن تفعل ما تجده مقنعا لها ومتمشيا مع ضميرها وإزاء ما شعرت به من مآس في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي قررت السفر الى هناك والانضمام الى فريق التضامن الدولي لحماية الشعب الفلسطيني.
توم هرندل
ناشط سلام بريطاني آخر في 2004 قتله الجيش في رفح، أثناء احتضانه طفلة لحمايتها من الرصاص،. بعد إغتياله قامت والدته بتوثيق سيرته الذاتية في كتاب “تحدي النجوم… الحياة والموت المأساوي لتوم هرندل” . نشر الكتاب في العام 2007.
فيليتسيا لانغر
المحامية الإسرائيلية فيليتسيا لانغر 1930 – 2018 المعروفة بدفاعها عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال في الضفة الغربية وغزة. قامت لانغر خلال عملها بتأليف العديد من الكتب التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان على ايدي الاحتلال.
في كتبها تنقل بالتفصيل ممارسات التغذيب بحق المحتجزين فضلاً عن الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الذي يحظر الترحيل والعقاب الجماعي.
من أهم كتبها التي تفضح هذه الممارسات كتاب ” بأم عيني” 1974، تحول الى افلام ومسرحيات ونالت عليه الكثير من الجوائز. من كتبها أيضاً كتاب ” الغضب والأمل” وهو سيرة ذاتية ، وكتاب الانتفاضة الفلسطينية الجديدة.
وكما هو معروف، عام 1990 اعتزلت لانغر ممارسة المحاماة وغادرت إسرائيل.
حول هذا القرار قالت لصحيفة واشنطن بوست:
” أريد ترك بلدي ليكون نوعا من التظاهر والتعبير عن اليأس والاشمئزاز من النظام… لأننا لسوء الحظ لا نستطيع الحصول على العدالة للفلسطينيين”
بقيت تعمل في السلك الاكاديمي تؤلف الكتب وتنشط في الدفاع عن القضية الفلسطينية حتى وفاتها في 2018.
كما كان للممثلة البريطانية فانيسا رديغريف 1973 – دور كبير في هذا المضمار، لكن كان ذلك من خلال السينما، حيث أنتجت العديد من الأفلام الوثائقية التضامنية مع فلسطين منها الفيلم الوثائقي ” الفلسطينيون ” 1977، يدين الكيان الصهيوني ويكشف أعماله الأجرامية ضد الفلسطينيين وفيلم ” فلسطين المحتلة ” 1980.
بأمكاننا التأكيد هنا بأن أكثر عملية عسكرية صورتها كاميرات الفضائيات مباشرة، والتي حدثت على أرض فلسطين، لاقت تضامن عالمي وحد البشرية في وقفة استنكار وشجب، هي قيام قناص إسرائيلي بإغتيال أيقونة الصحافة شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها وقائع حصار مخيم جنين ، مما زاد من التضامن استهتار القاتل بالزي الواقي الخاص بالصحفيين الذي كانت ترتديه، ذلك كان في شهر مايو من هذا العام، وكانت آخر رسائلها “في الطريق الى جنين”.