ضو الصويعي
أمة كانت منقسمة نتيجة التعصب القبلي والجهل، وحدها الإسلام، وكان هو حصنها الحصين، وجعل منها منارة للعلم حتى أصبحت أيقونة الحضارات الإنسانية عبر التاريخ، وبرز منها أهم القادة والعلماء والدعاة في التاريخ في ربوع المعمورة والآن بالرغم من الإمكانيات الطبيعية والبشرية والكم الهائل من العلماء على مستوى العالم وعدد العلماء العرب والمسلمين في أمريكا وبريطانيا وباقي الدول الأخرى، يضاهي عدد تلك الدول، إلا أنهم على مستوى الوطن العربي، لم يستطيعون تغيير الموازين ولا الواقع المزري، بل أصبحوا ضحايا أيضا مثل الأوطان، ومعظمهم تم اغتياله أو تصفيته من المخابرات الأجنبية والبعض الآخر ماتوا في أوطانهم أو انتهى بهم الأمر في الشوارع ودور العجزة والمسنين. أمة علماؤها لا يستطيعون حتى تغير حالهم أو حال أمتهم، وعددهم قريب من علماء الغرب وتبقى الأمة العربية الإسلامية حالها في الحضيض وأثبتوا العلماء العرب جدارتهم على مستوى العالم في جميع التخصصات، بل لهم بصمة على مستوى الحضارة الإنسانية الحديث في جميع المجالات العلمية والبحوث الاستراتيجية بالمؤسسات الدولية للبحوث العلمية، وفي المراكز الدولية في الدول والشعوب المتقدمة ولكن وضع الشعوب العربية والإسلامية مهددة بالسقوط والانهيار على جميع المستويات.
وبالرغم من هذا الكم الهائل من نخب المثقفين وكذلك العدد الكبير الأوائل من العلماء على مستوى التطور الذي واكب الدراسات البحثية والاقتصادية لا تستطيعون تحقيق طموح الشعوب المنطقة العربية ولا حتى إنقاذ أنفسهم وما تبقى من الأمة العربية والإسلامية (المؤسسة الوحيدة التي صمدت أمام أكبر هجمة في تاريخ الإنسانية هي المؤسسة العسكرية)، في كل من مصر وسوريا وتونس والجزائر، هي المؤسسة العسكرية التي كان لها الفضل نتيجة الإيمان بالله والوطن تمسك رجالها بالثوابت الوطنية عند الأغلبية الساحقة في هذه الجيوش العربية والإسلامية ومع ضعف إمكانياتها إلا أنها حملت على عاتقها راية التحدي من أجل إنقاذ هذه الدول التي عصفت بها رياح التغيير و التدخل الخارجي بسم الحرية والديمقراطية والقضاء على الطغاة ولكن فقدت هذه الشعوب الكرامة الإنسانية ووجدت نفسها بين الفساد والاستبداد و ضياع السيادة بل ضياع الأوطان وانتهاء مصير العلماء على مستوى العالم العربي والإسلامي بيد المؤسسات الدولية الغربية وهي أيضا تبحث عن أوطان وقطار الجهل والحقد والفساد والانقسام بين الحكام العرب والشعوب هذا الأمر الذي جعلنا مهزومين أمام الكيان الصهيوني المغتصب نتيجة غياب الضمير والصحوة عند أغلب الشعوب العربية والإسلامية…