متابعات

الدكتور أحمد رشراش يحاضر عن اللسانيات ومسارات النقد

الطيوب : متابعة / مهنّد سليمان / تصوير / عبد السلام الفقهي

الدكتور “أحمد رشراش”

نظم مجمع اللغة العربية بطرابلس في إطار البرنامج العلمي والثقافي لعام 2022م، محاضرة بعنوان (اللسانيات ومسارات النقد)، ألقاها الدكتور “أحمد رشراش” وأدارها وقدمها الدكتور “عبد الله بن سويد” وذلك صباح يوم الخميس 10 من شهر نوفمبر الجاري، بقاع اجتماعات المجمع، وفي مستهل حديثه أشار الدكتور رشراش إلى تعريف مفهوم اللسانيات باعتباره علم حديث النشأة شاع وظهر في أوائل القرن المنصرم في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد ساهم في إرسائه العالم السويسري”فردينان دي سوسير”، ومن تعريفاته المنتشرة أنه علم قائم على دراسة علمية للغة الإنسانية، وتطرق الدكتور رشراش إلى أبرز النتائج التي أفرزها علم اللسانيات.

خصائص علم اللسانيات

كما أضاف بأن الاستقلال يعد مظهر من مظاهر علم اللسانيات بخلاف النخو التقليدي لدى العرب الذي كان يتماس مع أسلوب الفلسفة والمنطق، مؤكد إن الاعتناء باللغة المنطوقة قبل المكتوبة كونها أكثر قابلية للوصف مثل الاهتمام باللهجات وعدم تمييز أو تفضيل اللغة الفصيحة على سواها، ومن ضمن خصائص علم اللسانيات هو السعي إلى بناء نظرية لسانية لها صفة العموم إذ يمكن على أساسها دراسة وتوصيف جميع اللغات الإنسانية، وفي المقابل أوضح الدكتور الرشراش أن الدارس لن يجد أن اللسانيات تقيم وزنا للتفاوت والفروق بين اللغات البدائية والمتحضرة فهي في ضوء علم اللسانيات جديرة بالاهتمام والدراسة، فتخضع كل لغة على حدة للدراسة بداية بالتدرج من الأصوات إلى الدلالة مرورا بالقواعد النحوية والصرفية.

صلة اللسانيات بالأدب

من جانب آخر عرّج الدكتور رشراش على العلاقة الموصولة بين اللسانيات والأدب وتحديدا في الشق اللغوي، مشيرا أنه إذا كان الشعر صناعة فإن اللغة هي المادة الخام التي يصنع منه، ذكرا إن بعض البُحّاث ذهبوا في مذهب قولهم إلى أن اللغة هي بمثابة الكيان الحصين للأدب، في حين رآى “رولان بارت” أن نشاط لغوي متكامل ومستقل بذاته، وهذا ما أكده الدكتور الرشراش بدعوته إلى وجوب الاهتمام بالبنية اللغة للنص ومباشرة النص انطلاقا من لغته حيث أدركت بعض الشعوب القديمة قيمة الجانب اللغوي كيفية دراسة النص بما فيهم العرب اللذين نهض أساسهم النقدي على لغة النص متمثلا في البلاغة كونها أوان ذاك الزمن الألية النقدية الوحيدة.

اللسانيات ومسارات النقد

فيما فصّل الدكتور رشراش شارحا اللسانيات ومسارات النقد المبنية على المسار الأسلوبي والمسار البنيوي والمسار السيميائي والمسار التداولي، وتوقف عند المسار الأسلوبي وتعريف الأسلوبية بوصفها علم لساني يهتم بالبحث عن الأسس الموضوعية بغية تأسيس قواعد دراسة الأسلوب بينما المسار البنيوي مذهب منهجي يمتلك حيزا كبيرا في مشروع البحث العلمي ويُعرِّفه البُحّاث على أنه نسق من التحولات الذي يملك قوانينه الخاصة باعتباره نسقا في مقابل الخصائص المميزة للعناصر، وأوضح بأن العلم الثالث المتعلق بالأسلوبية هو النقد الأدبي، والارتباط بين الأسلوبية والنقد لم يبدد الخلاف بينهما فالأسلوبية تعتني بالأثر الأدبي بمعزل عما يحيط به من ظروف سياسية وما نحوها بخلاف النقد الذي لا يغفل عن جميع الظروف المحيطة أثناء دراسته للنص، بالإضافة للمسارين التداولي والسيميائي وتعريفهما.

مقالات ذات علاقة

افتتاح معرض الفن التاسع لقصص الأطفال المصورة

مهند سليمان

المدينة القديمة تحتضن اليوم الثقافي

مهند سليمان

ايها الصارخُ بين نوافير الخَلْق

المشرف العام

اترك تعليق