الطيوب : حاورها / مهنّد سليمان
نلتقي في الجزء الثاني بالقاصة والروائية “كوثر الجهمي” التي صدرت روايتها الثانية الموسومة بالـ(عقيد) بعد باكورة أعمالها (عايدون)الفائزة بجائزة مي غصوب للرواية العربية ببيروت عام 2019م ومجموعة(حي القطط السمان) القصصية، وذلك استكمالا لسلسلة لقاءاتنا مع الكتاب والروائيين اللذين صدرت لهم أعمال جديدة ضمن إصدارات دار الفرجاني للنشر والتوزيع لعام 2022م، لنتوقف عبر هذه البسطة القصيرة مع الروائية الجهمي لتحدثنا عن قِوام البناء السردي للعمل والخط الدرامي الذي تسير عليه أجواء الرواية بشكل عام.
العقيد عنوان يوحي لوهلة أن ثمة حقبة كاملة تحاول الرواية غربلتها حدثينا أكثر عن هذا العمل ؟
أولا أودّ لو يعرف القارئ (الليبي بشكل خاصّ) ألا علاقة هنا تربط بين صفة العقيد ومعمر القذافي وإن لزمه الوصف طيلة سنوات حكمه.
والحقبة التي يحاول النص تقديمها هي حقبة مبادئ عليا وشعارات نشأ عليها جيل كامل، جيل سمى الحراك العسكري في 69 ثورة، وبعد الخيبات المتتالية سماه انقلابا.. النص يقدم حالة تماهت في الثورة قبل أن تصبح انقلابا، ثمّ اضطرت في لحظة ما للوقوف عند ما اعتبرته بديهيات.
هل تقف رواية العقيد على التحولات الجذرية التي طالت المجتمع الليبي؟
قد تكون كذلك، وأنا آمل أن تكون وُفقتْ بحق في ذلك. إذ لطالما شُغلتُ بالأسباب والنتائج، سيما حين تكون متعلقة بواقع نعيشه وندفع ثمنه حتى اللحظة الراهنة. لا أؤمن بالمفاجآت، ثمة إرهاصات وشكوك وبوادر تسبق أي حالة تغير تصيب أي مجتمع، ومجتمعنا يعاني مؤخرا من إجهاضات متكررة للتغيير الحقيقي، ومن حقه أن يعرف من أين جاء هؤلاء، ولِمَ هم موجودون، لا أزعم أن “العقيد” يقدم الإجابة التامة، الأمر برمّته محاولة للتفكير.
ماهي أوجه الإختلاف بين عايدون والعقيد ؟
أفضل أن يكتشف القارئ ذلك بنفسه.
أين تتضافر رؤيتك في هذه الرواية؟
تتضافر رؤيتي مع آدم المرابط، وهو الراوي الرئيسي في هذا العمل، الشاب الأميركي الليبي الذي يزور ليبيا لأول مرة عام 2015 بحثا عن قاتل والده، فيرى ويراقب عن كثب وموضوعية تامة كل هذه الفوضى.