ايها الماهر الناهب المهذب، أأميرٌ أنت أم لصٌّ
أم سلطان نهبٍ في جلباب نفطي ؟
أتسرق البلد بكلّ كأسٍ وملعقةٍ
فكلّ الذي ترضاه من النفط فأنت عليه راضٍ:
أنا مواطنٌ مستند على جدارٍ
محاصر بين الفقر و الآبار .. حائراً :
ذقتُ البلاء من كلّ كأسٍ، ذقته من فاقة وبؤسٍ
وأنت يا سليل قطاع الطرق المهذب،
بالذهب والفضة امتلأت خزائنك،
عند مطالع كلّ شمسٍ
امتلأت خلسة كنوزٌ من كل لونٍ وجنسٍ،
امتلأت بالسرقات السابقة واللاحقة
كنوز الدنيا بالتزوير تتفتح امام راحتيك،
وعروض الأزياء تنثرها في المدن البعيدة،
على مرمى الحسان الباصقات
على كرسيك الذهبي تجلس منتفخاً،
كأنك طاووس اغريقي
متخمٌ وضحكتك ماجنة بلهاء
في دوامة الظلمة والخواء
تتفنن أنْ تنهب من مال الناس كل المال
ثمّ تهرب بالمال .. من أجل المال ..
في كلّ الأحوال يا سارق المال،
أنت أمير المال ..
يا قيصر المال ..
هكذا تسرق وهكذا تنهب
وهكذا نهبك المُستتر مستباح كالعبث الضائع
على كرّ السنين الكواذب
على جرفٍ هارٍ
وهكذا تبيع في اسواقك معلبات دم الشهداء
وجثث الأبرياء وتبيع
القبعات والجفاف
وتضرب الدّف بين المضارب والمصارف
ولك في البنوك من أسرارها
حسابات كما تشاء
وجيوب الناس فارغة تعرفها أكواخ الصفيح
يعرفها في فندقك كلّ النزلاء،
أموال الناس المنهوبة – بالمتاريس- في خزائنك
تُرى كيف سطوة عليها
كيف خبأتها .. أين تخفيها
وعندما .. عندما تسألك صبية تنام في العراء:
أين هرب الضي، تسألك
مذهولةً: أين خبأتها يا ظريف ؟
ماذا تقول ؟
هل ستظل مختبئاً ثملاً خلف جدران فراغك المهول
بين الغردقة ومصايف اسطنبول
تحسب كنوزك المنهوبة، تلعق أحذية ” أومراء النفط”
ستظل متعثراً،
تظل متعثراً بنفطيات الأثرياء .. تظلُ .. تظلُ
ايها اللص المهذب
تتلوث يداك بالنقود المنهوبة درهماً درهماً
ستظل كما أنت كنزٌ من الطين والطحالب
أنت لا تطلب المعجزات
كفناً للرحيل
وجنازة في العراء،
أنت أيها اللص النبيل
أنت .. من سيُتاجر بالعصافير الميتة،
والأمعاء الخاوية .. والوطن .. والحرية
والمياه الإقليمية .. والغاز .. والجوز واللوز،
والأنين والسعال وبكل الأشياء.
أنت يا أمير اللصوص والأطماع والوباء،
أنت من ستزيح ستائر الذهب والفضة،
أنت من ستعدو خلف ظلك الأفواه الخرساء
في الميادين الفساح
وأنت الوريث الجبان لزلة البيداء.