طيرين في عش الوفاء ..باتن سهارى كنهن
من شوق بالماضي لفى ..ولا الهوى شاغلهن


يوافق هذا اليوم الــ 7 من يوليو ذكرى رحيل الكاتب والشاعر”عبد السلام قادربوه” الذي تمر ذكراه الـ31، فقد نشأ وترعرع بين أعطاف مدينة بنغازي عام 1936م وتلقى مراحل تعليمه الأولى في مدارسها.
شغف منذ نعومة أظافره باللغة العربية فأخذت بلبه صورها الجمالية ومترادفاتها الثرية،ليبدأ حياته المهنية عام 1953م معلمًا لها في مدرسة الأمير الشهيرة، ودفعه شغفه الكبير باللغة نحو عالم الشعر وآفاق الوسيعة فقرض في صدر شبابه القصيدة بشقيها العمودي والتفعيلة وأيضًا الحداثية، بيد أن عشقًا من خصوصية أخرى جعله يخوض غماره وهو عشق الأغنية التي ضخ في عروقها الحياة، إذ كان من أبرز المجددين الذين حرروها من القوالب الكلاسيكية المغبرّة إلى رحاب أوسع وأشكال جديدة قرّبت أبجديات الشعر الغنائي من تطلعات الناس وأحلامهم،على صعيد المفردة والكلمة، مسخِّرًا في ذلك معين المخزون التراثي فجاء إمتزاج الأصالة بالمعاصرة.
إمتدت مسيرته في ميدانيّ الصحافة المكتوبة والإعلام المسموع، فكانت له تجربة إذاعية ناجحة قدم وأعد من خلالها الكثير من البرامج التي عُنيت بالأدب واضطلعت بالموروث الشعبي، وحجم موهبته وتمكنه من أدواته الفنية أهّلاه ليكون له حضور متميز في المحافل والمهرجانات المتصلة بذاكرة التراث الشعبي.
وتُصنف أغنية (طيرين في عش الوفاء) أحد أهم الملامح الرئيسة في مسار تطور الأغنية الليبية المعاصرة، وهي من ألحان الموسيقار “يوسف العالم” وتغنّت بها حنجرة الراحل “محمد صدقي”.
نشر العديد من المؤلفات والبحوث والدراسات في سياق إهتمامه بفن الفلكلور والموروث الشعبي في ليبيا، ولعل من أهمها: مقاعد أصحاب الصوب،الألغاز الشعبية، نصوص من الأمثال الشعبية، كما أن له دراسة مستفيضة عن جذور الأغنية الشعبية بعنوان (أغنيات من بلادي).
تغنّى من كلمات أشعاره كوكبة ذهبية من جيل الرواد، وربما تظل أغنيتيه؛ طيرين في عش الوفاء، وكيف نوصفك للناس وأنت عالي، أشهرعملين ذاع صيتهما للشاعر الراحل.
وُري الثرى في مسقط القلب والرأس مدينة بنغازي عام 1988م تاركًا وراء ظهره أثرًا حافلاً من الجمال والنجاح .