عبد العزيز الزني
عاد يحمل صحيفته وقد ذيلت بـ (له دور ثانٍ في مادتي الرياضيات والجغرافيا).. كان حزن والديه شديداً، حتى أن أمه لم تستطع مقابلته والنظر إليه، كانت المشكلة كيف سيقابل زملائه؟! كيف سيلعب معهم؟! سيعايرونه برسوبه، وسيؤثر عليه هذا سلباً، وربما دخل في عراك ومشاكل معهم، وفوق هذا أنه أضاع سنةً كاملة من عمره، كان هذا هو حال والديه، أمّا الحال معه فقد اختلف تماماً، بدا كأنه غير مهتم، ولا يبدي من الأسف ما يقتضيه الحال، استغرب أبويه ما هو عليه، لكن سرعان ما بدد الصغير استغرابهما، بما أوضحه..
فهو لن يضيع فرصة الدور الثاني فما جدوى الحزن والبكاء، وقد أدرك مكمن خطأه وسوء تصرفه، من حينها لزم حجرته وهو أكثر تصميما على تحقيق النجاح واجتياز المرحلة الابتدائية بتقدير يُفرح أبويه، ويَجعله يَفخر بنفسه، إذ أن ما حدث معه في الدور الأول، ما كان ينبغي أن يحدث، لكنه حدث، ولا ينبغي الوقوف عنده، ما جعل والديه يطمئنا إلى صغيرهما فلذة الكبد وقدراته على اجتياز الدور الثاني وبنجاح باهر، بإذنه تعالى.
18/2/2022م