شعر

قال لي شيخي وجدي

من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي

قال لي شيخي وجدي قم من نومك الحامض
هذه البلاد لم تعد بلادك
لملمت ما تبقى مني تلفت
لم أجد من أودع سوى قبر أمي
واتجهت صوب البحر نورسا يخفق بين زرقتين
تلك البلاد لم تعد بلادي لكنها لم تتركني
استيقظ فاذا هي افعى تعض إصبعي
وأغفو فاذا هي قطة تهر في حضني
هانذا فوق هذه الاريكة أحصى ما تبقى من ايامي
أحدق في سقف ابيض وسماء من رماد
تمر من تحت شباكي الحياة فاتنة ومبهجة
فاكتفي بتأملها من خلف الزجاج
كأني ما قفزت في نهرها
وسبحت ضد تياره
صدري ناي تصفر فيه الريح
وكبدي حجر
وجسدي عبء ثقيل
كان يحملني وافعل به ما اريد
فصرت احمله تابوتا على كتفي
يا جدي جف البئر لم يبق فيه الا الصدى
وها هو ضريحك يتحول ركاما من حجر
هل مر المغول من هناك؟
ام وصل الوهابيون من صحراء نجد؟
ما الذي جاء بك الى هذه القرية؟
هل تعبت من الطريق في رحلة الحج؟
ام ان بعيرك ناخ في ظل الزيتون والعنب؟
ام ان هاتفا في المنام ظل يؤرقك
حتى كف في قرية حجرية ضائعة بين الجبال
لم اتوسل اليك ولا تمسحت بأحجارك
امر بك في العيدين فاقرأ الفاتحة وأمضي
احببتك لأنك جدي ولأنك مهاجر مثلي
ولأنك تزورني في المنام
فتواسيني إذا انفرط عقد ايامي
وتعنفني إذا ما تسلل الياس الى قلبي
من حطم ضريحك ليس المغول ولا الوهابيون
وانما احفادك الخلص
لماذا يقطعون جذورهم ويستأصلون النسغ؟
ألم تكن مصلحا تخمد بين القبائل الفتن؟
ألم تكن ملاذ المظلومين والمقهورين واليتامى؟
لماذا اخرجتم معاولك لجد صالح
وابقيتم على القتلة وقطاع الطرق؟
لابد وهم يتزاحمون بمعاولهم ولحاهم الشعثاء
قد داسوا على قبر امي فتأوهت
وحاولت الخروج من ظلمة اللحد
عندما رأيت ضريحك محطما
اشتعلت نار في صدري لم تنطفئ
وصرخت في الركام يا جدي هذه البلاد
لم تعد بلادك..

مقالات ذات علاقة

وجــس

محمد السبوعي

نجم واهن

المشرف العام

 الخرابُ الأخير !

مفتاح البركي

اترك تعليق