المقالة

إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر

الشاعر أبوالقاسم الشابي أرشيفية عن الشبكة

حين صرخ الشابي بقصيده الشهير (إرادة الحياة) وهو دون الثانية والعشرين، ركض الكثير من أصحاب العمائم إلى المنابر صائحين يرمونه بالكفر والزندقة وبأنه خرج من الملة، حتى كاد القوم أن يفتكوا به.

ولا أحسبه في قصيده ذاك إلا أنه ترجم بعبقرية فذة قول الله (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..). الإنسان وحده من دون الكائنات هو الذي يملك أن يغير من سير القدر، لأنه يملك شيئا اسمه الإرادة وشيئا اسمه حرية الاختيار، ولا يختار الرب لك إلا ما اخترته لنفسك، وكذلك الشعوب.

الشابي شاعر تونس العظيم.. إن النور الذي انطفأ بوفاته قد اكتسب قوة وحِدَّة منذ انتشرت حقيقة موته بعد ذلك بعقود طويلة، ولقد ظل حيّا بصورة أكثر روعة وحيوية من كل خطوات حياته بعد أن فارق الأرض. ويتساءل المرء هنا، لو أنه عاد إلى هذه الحياة، فأي نوع من الشعر كان سيسكب؟ وماذا ستكون رسالته؟

في الشهور الأخيرة فقط من عمره القصير جدا أحس بالسحب تنجاب كاشفة عن منبع الحقيقة الجوهرية للحياة والوجود العظيم وسر الإنسان، ووجد نفسه مشدودا إلى الأرض وهو في غمرات يأس كبير، ولعل حمى نشاطه الهائل والحريق الذي عاشه في هذه الشهور كانا ينمان عن شعور عميق بحياة قصيرة.

مقالات ذات علاقة

الليبيين أكثر شعوب العالم فرحة!!!

خالد الجربوعي

الكتابة حتى النفس الأخير

المشرف العام

كتاب بلا حروف.. وكائنات بلا وجوه

أسماء الأسطى

اترك تعليق