الثلاثاء, 22 أبريل 2025
طيوب النص

الأثر

إلى روح يوسف القويري، وهي تحوم في الجوار!
الذكرى السابعة لرحيل الكاتب الليبي يوسف القويري

الكاتب يوسف القويري.
الكاتب يوسف القويري. الصورة: عن الهيئة العامة للثقافة.

محمد الزنتاني

كتيّبات / كتب / أو مجلدات،

مقالات / أبحاث / أو دراسات،

قصص / روايات / مسرحيات / أو أشعار،

أوراق مضمومة بعناية /

أوراق مبعثرة في كل مكان /

أوراق مطبوعة /

أوراق مكتوبة /

قصاصات لصحف ومجلات /

قصاصات لنصوص نثرية لقصاصين وروائيين /

قصاصات شعرية لشعراء محليين وعالميين /

أقوال لنقاد وفلاسفة وبحّاث ودارسين /

أقوال لأصدقاء وزملاء، من نصوصهم المكتوبة /

أقوال لأصدقاء وزملاء، من أحاديثهم الشفوية،

..

تذكر مكتبته،

تذكر مؤلفاته،

تذكر عالمه الذي دخله وحيدا،

تذكّر كل شيء،

وهو يتأمّل الشمعة وهي تخبو ببطء،

هناك،

على حافة الطاولة المستطيلة الصغيرة والمقابلة لسريره،

اجتاحته هواجس ارتفاع درجة الحرارة كما تعودوا أن يقولوا له،

أهي لحظة يقظة، أم جزء من غيبوبة تخف وتشتد،

أم..

أم هي النهاية، تقترب ببطء ولا تبالي،

تلفّت إلى صديقه الوحيد،

تلفّت إلى الزائر الوفي، الذي تعوّد على التردد عليه في المستشفى،

..

نظر إلى سقف الحجرة وتأمل الإنارة المعلقة، وأدرك للحظة بأن حدة الألم التي بدأت تجتاح جسمه بين الحين والآخر وتغمره بالوهن تبدوا غير طبيعية، وأن أعضاء جسده بدأت تستكين وتهدأ وتستسلم لمغناطيس الفراش الطبي المغلّف بالملاءات البيضاء، 

لم ينزعج عندما اجتاحه خاطر بقرب نهاية الرحلة،

 فقط أمسك بيد صديقه توددا وعرفانا، وبكثير من الحب والألم طلب منه بإشارة من يده أن ينحني عليه ليقول له شيئا، وتدحرج صوته الواهن، متألما أو سعيدا، فرحا أو حزينا، آملا أو يائسا :

– علّني، علّني تركت أثرا !

وللحظة، ارتخت يده الممسكة بذراع صديقه، سقطت واستكانت إلى حافة السرير،

أغمض عينيه، وغاب !

..

فيما نثرت الشمعة هي الأخرى ما تبقّى لها من ضوء،

وشرعت في الانطفاء بوهن ورتابة لابد أنها تعودتها منذ زمن !


من المجموعة القصصية “أقفاص تتّسع، أقفاص تضيق” التي لم تطبع بعد

مقالات ذات علاقة

الليل يأمرني بالتجلي

محمد محمد الأبي

عزيزي صاحب الظل الظريف

المشرف العام

دعيني أحبك

فيصل عبدالمولى بوزكرة

اترك تعليق