انتقل إلى رحمة الله المناضل والكاتب والناقد والمسرحي رضا عبدالحميد بن موسى في أحد مصحات طرابلس مساء يوم الجمعة 29 شعبان 1446 هجري الموافق 28 فبراير 2025م، عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاماً، بعد مروره بوعكة صحية مفاجئة دخل على أثرها المصحة صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 فبراير 2025م، وشُيع جثمانه الطاهر، عصر الأول من شهر رمضان المبارك الموافق الاول من مارس 2025م.
شارك رضا بن موسى في مطلع شبابه في النشاط الثقافي للأندية الرياضية، في نادي الظهرة، ثم نادي الشباب العربي. كما شارك في النشاط المسرحي، وبالتمثيل في عدة مسرحيات على خشبة مسرح الكشاف بمدينة طرابلس.
وفي سبعينات القرن الماضي، كان رضا بن موسى (1952م – 28 فبراير 2025م) من نشطاء الحركة الطلابية وأحد أبرز الطلاب الذين قادوا الحراك الطلابي الذي خرج إلى شوارع وسط مدينة بنغازي في مظاهرات عارمة ضد نظام معمر القذافي الهمجي المستبد في ديسمبر 1975م ويناير 1976م، والذي اُعتقل على إثرها وأمضى أكثر من 12 عاماً في سجون القذافي.
وبعد خروجه من السجن، ساهم في الحياة الثقافية والصحافية، منها مساهماته في مجلة «لا»، ثم مجلة «عراجين» التي ترأس تحريرها الراحل إدريس المسماري.
وبعد ثورة السابع عشر من فبراير في العام 2011م، برز اسمه في وسائل الإعلام المختلفة كناشط سياسي ومهتم بالشأن الثقافي وسجين رأي سابق، وخرج في عدد من الشاشات الليبية والعربية. كما شغل بعد الثورة – وبفترة بسيطة – منصب نائب رئيس «هيئة دعم وتشجيع الصحافة» التي ترأسها سجين رأي السابق والناشط السياسي الراحل إدريس المسماري.
وفي الألفينيات، ساهم في تأسيس «الجمعية الليبية للآداب والفنون»، ومقرها «دار حسن الفقيه» بالمدينة القديمة في طرابلس، والتي تأسست في العام 2015م بمجهودات ذاتية ومن دون دعم من أية جهة حكومية، وترأسها الكاتب الراحل إبراهيم حميدان، وبهدف – وكما جاء في وثائق الجمعية – الإسهام في ترسيخ قيم الحوار الفكري والثقافي، والارتقاء بالذائقة الأدبية والفنية للمتلقي عبر المراجعات والقراءات النقدية المتنوعة للنتاج الأدبي والفكري، ومناقشة قضايا الحركة الثقافية الوطنية في تفاعلها مع الثقافة العربية والعالمية.
رحم الله الفقيد رضا عبدالحميد بن موسى وغفر له وجعل الجنة داره ومأواه، وخالص العزاء لزوجته السيدة يسرا سعيد جربوع وأبنائه وعائلة بن موسى والدايري في طرابلس، وعائلة جربوع في بنغازي، ولجميع الأصدقاء والزملاء في الجمعية الليبية للفنون والآداب، وجميع الوسط الثقافي في كافة أنحاء ليبيا الحبيبة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.