جدائل النهر رغوة الطين والحصى خلاخيلٌ مقوّسة، الأخاديد مناجم الصراخ الخفي ونعيق البوم محنّطٌ على القشور الصخرية، ابتلعتها الريح بضراوةٍ وحشية، الفراغ صدِئُ الهلام، أخطبوط يخنقُ أنف التمساح، فراشات محنّطة فوق ديل ديناصور قشري، تيبست رغوة الحلزون فوق نعال حارس التيه، ينفلتُ الجن من عقال الصحراء الأزلية، تفردُ الريح أجنحتها فوق مغارات الخرافات الأسطورية، صلصالٌ نيزكي يقذفُ حمما زئبقية مشوّهة، قوافل النمل تأكل تراب الدروب، تجرُّ خلاصها الأبدي من أوديةِ النار، سُطْوة العتمة تشرخُ بوصلات النهايات المبْهمة، الغرباء التائهون حفاةٌ إلاّ من أسمالٍ واهنة، الشمسُ عارية بلا ظِلال، العناكب سيّدة القنص، الصخور الفسفورية ملاذ النجوم والليل تلاوينٌ راسخة.
اللوحة المصاحبة للنص للتشكيلية الليبية نجلاء شفتري.