بين تصاميم إنتاج الثقافة ورمزية استدلال الهيمنة
سوغ إعادة هندسة مدنية العقل٬ بحث تصاميم إنتاج ثقافة إرادة الأختيار٬ أدوات العمرانية للعقل٬ أن تعمق أهتمامها الكبير على لغات الشعوب وثقافاتها٬ وأصل هذا الأهتمام على اللغات هو نقلها وتداول محتواها٬ عن ثبات نجاح إرادتها و تطلع أختيارتها من جهة ورمز هيمنتها قوتها من جهة ثانية.
أهمية الترجمة٬ مد يد العون في مساعدة تطوير إعداد إرادته من إنجاح الأختيارت الجادة في تحقق المعنى لطموحات مهامه٬ أو في تأسيس نهجا متماسكا لقيمة مضافة٬ مساهمة٬ تليق في مكانة ثقافة علم اللغة الأم٬ يضمن أرساء دقة انجاز إجراءات سياق سير الكلمات والأشياء سيرورة جوهرها؛ في النقل والتأويل والشروحات والتفسير والشروحات للتواصل مع الأخر.
ما باتت لوظيفة الترجمة وطبيعتها الرفيعة والدقيقة غاية أساسية في النقل والأخبار للتبادل والتداول المستمر من وإلى ثقافات اتصال الشعوب لتعبر عن بعد إرادة أختيارها و الرمزية لقوتها. غير أن مفهمة إنتاج الثقافة للـ”الهيمنة الرمزية” ضمن مفهوم الترجمة٬ غاطسة في مملكة الوعي والأطر الفكرية الثقافية والممارسات التنظيمية الوظيفية.
فجاءت إرادة الأختيار بـ”الأنموذج” عن طريق استقطاب اللغة للمعنى أفهومة٬ لتفهيم رمزية القوة والهيمنة من خلال الممارسة للسياق التنظيمي المعرفي٬ والتي تتعارض مع أفهوم الترجمة وعنصرها الثقافي الأساسي في تقاليد التعارف المألوفة على “علة ومعلولات الثقافات وتراثها العام أو خلافه”. وهذا الأفهوم “الأنموذج” النظري يرسخ عمقه حركة ويوسع الفهم تشابكا في الخطاب المجتمعي لإرادة أختياره وللهيمنة الرمزية لقوته٬ وهذا الأنموذج تجسد من خلال تناول العناصر المادية وغير الذهنية في تفعيل آلية سياقات القوة الرمزية.
نظرية الترجمة التي طورها العلماء٬ مع توكيدها التاريخي سيرورة مادية الترجمة٬ رغم بعض الالقاء العابر بينهما وبين نظم وسياقات الممارسات المعرفية الوظيفية٬ ما جعلها تمدنا بمثال مناقض لأفهومة قراءة “ظاهرة النص” كترجمة عيانية ظاهرها/صورية صماء عن محتوى فروع دوافعها عن القوة٬ ولربما العنف والهيمنة الرمزية في إعادة إنتاج الثقافة.
وعليه:
أعتادت التحليلات لدى البعض محاولة تفكيك إشكالية الترجمة لفهم مشكلة إنتاج الوعي الإجتماعي وإعادة توالد البنى الثقافية الطبقية/ الاجتماعية٬ أي فهم الوعي المتوارث٬ حيث أنه بالنسبة لأنصار محاولة تفكيكها تعد أستمرارية نظرتهم عن النظام الثقافي الطبقي غير منسجمة مع مصالج هؤلاء الذين يمثلون الأغلبية ويندفعون عفويا في وضعهم الطبقي المتهالك/الادنى.
عادة ما تشير تحليلات إنتاج ثقافة إرادة الأختيار لوظيفة ثقافة النظم الطبقية إلى الترجمة لإنتاجية ثقافة الهيمنة. بما لا لبس فيه٬ هناك من ناقش هذا الرأي بالفصل بين سلطة وظيفة الترجمة هي نتاج صراعات طبقية ـ ثقافية٬ وأنها لسان حال سطوة المؤسسات الحاكمة وإظهار هيمنتها على باقي الثقافات الطبقية الأخرى. الترجمة الضامنة في سياق لسان حال المهيمن ليتم تعزيز ثقافته٬ وفقا للتحليل الإنتاجي الثقافي٬ عن طريق الغلبة بالعنف والإكراه (الصريحة/الضمنية) أو معا٬ عن طريق اللغة برفقة الايديولوجيا. أهتم اصحاب هذا الرأي بتفكيك طبيعة اللغة والايديولوجيا عن إدارة وتنظيم ماديتها٬ سواء إلى؛
ـ الجزء/الأفراد في التركيز المبدئي على “الذات” أو “السجية” عفويا وتلقائيا والتوجهه نحوها والرغبة فيها من التصرفات النافعة أجتماعيا والتي تتخذ كمسلمات تقضي إلى الوعي والمظاهر العقلية٬ التي تعود في النهاية إلى اندماج وتفاعلات مع الواقع الاجتماعي العام٬ وإلى رد الفعل أو الإستجابة الشعورية التلقائية والعفوية تجاه “طلب لغة ما” يقوم بينها من علاقات وممارسات وعمليات توضح ماديته٬ ليصبح لكل حالة منها نمط وجودي خاص فيه٬ تشير إلى غمسه العفوي غير المسبوق بأي تقييم واع عنها له٬ كشعوره بالاستمتاع بالاندماج دون أن يعرف السبب الصريح. وبالنسبة إلى
ـ الكل/الجمعي٬ ما يطلق عليه إسلوب ومنهجية اجراء المؤسسات الثقافية “الايديولوجية”٬ شروطها٬ جعل الشيء آلي النفاذ والتطبيق٬ عن طريق الأجهزة التابعة للسلطة. المعنية بالممارسات التنظيمية عن الفهم المركزي بواسطة “تمنطق الممارسة” في الجمل “الجاعلة” التي تتمحور حول مفهوم الخلقية الجاعلة لإنتاجية الثقافة ممكنة٬ والتي لها التأثير الكبير في الفاعلين الاجتماعيين والفعل المنعكس في الإستجابة التلقائية تجاه واقعهم الاجتماعي٬ وتصورات التأثير في ملاحقة ما يطورون استراتيجيات موائمة مع متطلبات التغير الاجتماعي وثقافته العامة التي يعيشونها٬ وأن هذه الاستراتيجيات تشكل إتجاها لا واعيا٬ تعمل على مستوى منطق ورضا أجهزة السلطة في ممارسة الوظائف المعرفية للسلوك. بمعنى النفاذ العفوي والتطبيق للجمل الفاعلة “الايديولوجيا” في فلسفة اللغة٬ فلسفة الترجمة التي لا تصف واقعا لمريد ما فقط٬ وإنما تغير الواقع الإجتماعي وتجسيد السلطة التي تصفه من خلالها٬ فتكون جملة الترجمة “جملة جاعلة” نمطها الإتباع المادي في الإمتداد والإتساع بالقول والممارسة وقبول تنوع حالاتها المادية التي يستوضحها الكلام عن مادياتها الأيديولوجية٬ وإصرار توكيد مظاهرها ونبع الدفاع عن مباديء سلطتها.
لكن؛ كيف طورت التصورات للترجمة التي تختلف في بعض أعتباراتها عن التفسيرات النظرية للأفهوم٬ وهل حافظت على العناصر الرئيسية المألوفة والشائعة في تحليلات منهجية إعادة الانتاج الثقافي من خلال الممارسة للسياق التنظيمي المعرفي٬ ولماذا؟
هذا ما سنجيب عنهما لاحقا.