أرممُ ذات الغياب
خاشعًا أراني بلا صوت
أستضيء بما يتجاوز مدار النور
لعل هبة العام الجديد تشد وتر الروح
ليظل إيقاع القصيدة بعيداً عن جرحه
الموغلُ في ترف غسق الرحيل!
في هذا العام
كل الضحك المتكدس على موائد الحزن الأثير
مأمور بالركض
خلف أحلامه البعيدة
من سمِ الخياط
يا طائر الحنين
حتى رجفة الحب
في دم الأبجدية الأولى
مازلتُ اتواطأ ضد وئد البنفسج
وضدي
قبل السقوط في ألق المعصية
كأني فيما يراني النقيضان
الحزن و الفرح
أمر على وهن مارق اللهب
يصاعد منه أنين الليل
وحمحمة الفوانيس في أحداق هذا العام
لا مفازة تغريني بصبوة الكأس
بجموحِ جذوته الأخيرة
فقط
يغادرنا عاماً
بشهوة الدمع
ونغادره بنجوم وأحلام
وحشرجات دافئة دامية
لا نسأل عما اقترفته البلاد ولا العباد
قيادنا وجه الصباح الجديد
لربيعٍ يوغل في رسم الفرشات
يلبس الليل ثوباً من نجوم لها أناشيد الدراويش
لا تنام ألا في أحضان الفجر
ألملم شهوة الغناء
من حنجرة المدينة الناعسة
كل الحكايا
شذرات التيه
ألق البدايات
ورد القصيد
وشمتكِ أنيسة الغرام
يا جدتي (سالمة)*
أدسها في قلب شتاء هذا العام
لغة عاشقة جامحة الغناء
بذرة ناضحة البهاء
من جذورٍ آسرة نبية الضوء
لها عرش البهاء
تشق بعصاه طوفان التماثيل
بين عام من جمر يمضي بالحنين
وعامٍ لرمادٍ أخير .
المنوبية – الخمس – ليبيا: 31 / ديسمبر / 2024 م
