كتاب سيرة حياة الشيخ محمد عبدالسلام قاجه
طيوب المراجعات

ضو الشندولي والشيخ العلامة محمد عبدالسلام قاجة

كتاب سيرة حياة الشيخ محمد عبدالسلام قاجه
كتاب سيرة حياة الشيخ محمد عبدالسلام قاجه

حرص الدكتور ضو أحمد الشندولي ، على رد الجميل لأستاذه العالم ، والشيخ محمد غبد السلام قاجه ، فبحث ونقب وسافر من أجل الكتابة عنه ، وجمع قصائده في كتاب ، صدر له عن مركز نهر النيل للنشر والتوزيع سنة 2019م، حيث قدم لكتابه هذا الدكتور /محمد مختار القط ، بأبيات شعرية نقتطف منها قوله:
ضوء ضو أنارا أزاح عن عمله الستارا
وأهدى لبلدته هدايا فيال ما أهدى وسار
فأعطى الحق أستاذا عظيما وزاد لبلده منه فخارا
قجاجه علم من الأعلام فذ خزانة للعلم قل أن توارى
وفي تقديم الدكتور ضو أحمد يبين مدى علاقته ، باستأذه خلال العشر سنوات الأخيرة ، وكيف جالسة ووجده موسوعة في العلم والثقافة والادب ، والألمام بلغات العالم ، فقرر أن يكتب عن سيرته ويجمع قصائده ، ويصدرها في كتاب ، بل وعلى حسابه الخاص. 

الفصل الاول من الكتاب ، تطرق فيه الي حياة الشيخ محمد عبدالسلام قاجه ، وكيف ولد في سنة 1934م في مدينة بني وليد ، وكيف تلقى تعليمه الأول في أحد كتاتيبها ومساجدها ، ثم المدرسة العربية الايطالية ، ثم اكمل دراسته بمدرسة سوق الجمعة بطرابلس، ثم كيف تخرج خبيرا زراعيا سنة 1955م ، ثم سافر للولايات المتحدة الامريكية في بعثة دراسية هناك ، ولكن بعد سنوات تم طرده من الولايات المتحدة الامريكية ، بعد العدوان الثلاثي على مصر، لتنظيمه مظاهرة ولقاءات بالطلبة العرب ، هناك والتقائه بالمناضل الفلسطيني احمد الشقيري ، وانتقل الي الدراسة في ايطاليا ليعين في مجال الترجمة في الشركات النفطية اوكسي واجيب وغيرها
كما عمل في السفارة الليبية في مالطة مترجما، كما تعاون مع بعض الصحف والمجلات مثل صحيفة الدردنيل ومجلة صوت الموسيقى وغيرها.

وبعد سكناه في طرابلس كان لاينقطع عن زيارة بلدته بني وليد ، في جميع المناسبات الاجتماعية ، حتى أقعده المرض ولزم بيته في طرابلس ،
وقد صدر له في مجال الشعر ديوان واحد بعنوان (نقوش على صفحة واد وسيد الضجر)
وفي الفصل الثاني يستعرض الدكتور ضو قصائد محمد عبدالسلام قاجه الوطنية والاجتماعية 
في الغزل والرثاء والفخر
فمن قصائده الوطنية من وحي الجلاء ، وقصيدة الي متى الصمت ياعرب؟
وفي الرثاء له العديد من القصائد ، منها بكائيات على مقام العشق النزاري ، في الذكرى الاربعين لوفاءة الشاعر الكبير نزار قباني ، كما يرثي الشاعر استاذه حسن الهادي بن يونس ، في قصيدة يقول في مطلعها
لك في القلوب وان رحلت مقام فعلى ضريحك رحمة وسلام 
مازلت حيا في النفوس ان مضى شهر على يوم الرحيل وعام
وكذلك رثاؤه للشيخ الجليل عمران بوشوفه بعنوان في حق الزاهد
وله في الاجتماعيات قصيدة طريفة في اشهر السنة وتسمية معمر القذافي حينذاك لها اي النار والنوار والطير والماء والصيف وناصر وغيرها 

وله العديد من القصائد الغزلية بعنوان : الي انت ، وقصيدة بيني وبينها ، وقصيدة صحوة ايناس وغيرها. 
وتبقى من اجمل قصائد الشعر التي قالها الشاعر في رأي الشخصي هي قصيدة طويلة أساليني عن بلادي والتي يقول في مطلعها:
أسأليني عن بلادي
عن كثيب الرمل مستلق على صفحة واد
عن خيوط الشمس في الواحات عن سمر البوادي
عن مروج الغاب والحناء عن مسك الوهاد
عن باقات نخل في السهول الصفر تبدو في خد بلادي
الي ان يختمها بقوله
اساليني مرة ثم اعيدي
عن جموح الريح عن فرحة بيد
فبلادي نسمة سكرى وصبر ورجوله واماني بطوله
تنها في طهر وصدق وفضيله
انها في الجهر والسر نبيله
وهي فوق الارض على خد جميله

يبقى هذا الكتاب مجهود طيب للدكتور ضو الشندولي ،هو إضافة واثراء للمكتة العربية ،عن شاعر وعالم جليل رحل عنا في 24 ابريل سنة 2018م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجازى مؤلف هذا الكتاب خير الجزاء.

مقالات ذات علاقة

المسرح الليبي في العهد العثماني الثاني.. تأسيس وواقع

المشرف العام

أوسكار والسيدة الوردية

المشرف العام

رواية القعمول.. شكلاً روائياً جديداً

المشرف العام

اترك تعليق