من أعمال التشكيلي الليبي عمران بشنة.
طيوب النص

هـدرزة

من أعمال التشكيلي الليبي عمران بشنة.
من أعمال التشكيلي الليبي عمران بشنة.

مع درجة الحرارة المرتفعة تسكنك الحيرة، في لحظات جوعك المباغتة عن الوجبة التي ستحضرها في غذاءك، استحضرت كل الخيارات، لكن سيطرت علي فكرة واحدة وكانت ملحة “نص بالتن والهريسة ومعها شرائح الطماطم الأخضر والزيتون”، سندوتش “مقـوم” حضرته واستمتعت به ولله الحمد.

وأنا أتناوله، تذكرت أول عقوبة لي في المدرسة الأبتدائية، كان سببها “سندوتش تن” كنت بمدرسة (جامع محمود) بالحارة، ويقابل بابها دكان “عمي مصطفى” رحمة الله عليه، أجمل من يحضر سندوتشات بالتن.
كان الوقت استراحتنا المعتادة بين الحصص، والجوع عرف طريقه إلي، فتدبرت مع رفيقة لي أن نغامر بالخروج لنشتري سندوتش، ونرجع في غفلة عن المدرسات والبواب الذي لم يكن موجوداً تلك اللحظة.

تسربنا من باب الحديد الكبير، ودخلنا الدكان، استقبلنا عمي “مصطفى” بأبتسامته، وعرف أننا (هربنا)، كان كبير السن ووسامته وسماره لا يقل عن جمال سندوتشاته، كان يرتدي بالطو للشغل بني اللون، والترتيب والنظافة من حوله لا تربكها الزحمة وسرعته في إعداد السندوتشات، كنا نتابع عمله بمتعة وننتظر دورنا بصبر أيوب. بعد انتهاءه أخذناها ورجعنا للمدرسة وفرح الدنيا يربك خطانا، لم نكن نظن أن وراء الباب (الأبلة المشرفة)، وهي تنتظرنا بلهفة لمعاقبتنا. الخوف جعلنا ننسى الجوع والسندوتشات التي أحضرناها. وأكلنا بدلها كم (خبطة) على أيدينا مع استدعاء لولي الأمر مع الكلمات الحادة التي غيرت مسار فرحتنا.

مع هذا ظللت عاشقة (لسندوتشات عمي مصطفى)، التي لم أعرف مذاقاً مثلها لليوم، لكنني لم أعد أعرف الطريق لبابا المدرسة، الا عند دخولي لها وخروجي منها.

مقالات ذات علاقة

أنا المفقود في زمني

محمد محمد الأبي

أنا والقلم الذي يكتبني

فائزة محمد بالحمد

مطاردة!

مفيدة محمد جبران

اترك تعليق