شعر

الانتفاضة

لا عذرَ للشعر إنْ لم ينتفض غضبا *** وينفث الحرف عن أنفاسه لهبا
وأنْ يُبارك كفّاً أطلقتْ حجراً *** في وجه من سلب الأوطان واغتصبا
وأنْ يُبلسم في أعماق أُمّتنا *** جرحاً تمادى عليه الدهر فالتهبا
وأنْ يُؤبِّن طفلاً ضمّ والدُهُ *** رفاتَه.. وبكى كالطفل مُنتحِبا
راعوه.. فارتاع واستذرى بوالدهِ *** لكنّه عن قضاء الله ما احتجبا
هوى كسوسنةٍ فيحاءَ قد عصفتْ *** بها الرياح وهزّتْ غصنها الرَّطِبا
تبّتْ يدا مُجرم أودتْ رصاصتُهُ *** به وتبّتْ مساعيه، وما كسبا
وشاهَ شارونُ وجهاً بانتفاضتهم *** وساء «باراكُ» في مسعاه مُنْقَلَبا
وفتيةٍ هزئوا بالموت واصطبروا *** كأنّهم في مجال الموت نَبْتُ رُبا
تألّقوا في سماء المجد واحتشدوا *** واسّاقطوا فوق ساحات الحِمى شُهُبا
لا يُرهب البغي والطغيان من عقدوا *** عَقداً مع الله ألا ينكصوا هَرَبا
ولا يُمارون محتلاً على وطنٍ *** رأوه في ما رأوا – أُمّاً لهم وأبا
الحقّ فوق الذي خالوه يُرهبهم *** لا يُرهب الباطل الحقّ الذي وجبا
ما زادهم عَنَتُ الباغي وسطوتُهُ *** إلا يقيناً بأنّ النصر قد قَرُبا
تلك الصواريخ ما هدّتْ إرادتهم *** وإنْ تكن هدّتِ البنيان والقببا
ولم تهزَّ يقيناً في عزائمهم *** ولم تُمِتْ فيهم الإصرار والدَّأَبا
هم عصبة كأنّ حزب الله حزبهمو *** هيهات يَغْلِب حزبَ الله مَنْ غَلَبا
لقد بكينا كثيراً ثم آنَ لنا *** ألا نرى الدمع في الأجفان مُضطربا
مَسْرى النبي، ومِعراج النبوّة هلْ *** نُبقيه للعابدين العِجل والذَّهبا؟
ماذا نقول له إنْ قام يسألنا *** عنه.. ويُوسعنا من أجله عَتَبا؟
فهل سنزعم أنّ القوم قد غَلَبوا *** لأنّ سادتهم مدّوا لهم سببا؟
ونستكين – كأنّا لم نكن عرباً *** أو مُسلمين وكنّا قبلها عربا
فبارك الله والأحرار صحوتكم *** لا يهدأ الثأر حتى تبلغوا الأربا
فأجّجوها وأَصْلوهم جواحمها *** وأطْعِموا النار من أشلائهم حطبا
فخلفكم تهتف الدنيا لصيحتكم *** وتستخفّ بمن مارَى ومَنْ شَجَبا
لا مجدَ إلا لمن ألقى بمهجتِهِ *** فيها.. وجشّمها الأخطار والتّعبا
والآخرون قُصارى جهدهم خُطَبٌ *** ناريّة ضمّنوها الزَّيف والكذبا
لا تقبلوا من مُشير أنْ يصدّكمو *** عمّا بدأتم فإنّ الصبر قد نَضَبا

مقالات ذات علاقة

حلم فات أوانه

المشرف العام

لمن

ليلى النيهوم

فلــتكتبــيها وثــيقة استشــهادي

ميلاد عمر المزوغي

اترك تعليق