عبدالسلام الخمسي
الكتابة بوح السؤال، هي بعضٌ من عناءِ اغتراب وطحنُ حياة، وحيدًا أمشي درب الريح، ألوكُ هامة المطر، أطرّزُ نصًّا شريد الصحْوِ، طائشٌ في نزهةِ الحكمة، بعيدة بلاد الوصال، هناك تختفي وراء مدن الشمس، ضفائر الأبنوس، وكفوفِ الود تقرأ تميمة الحكاية، هذه الريح لا تؤول إلى مداكِ الفسيح، تقشّرُ رماد الصمت، تحفرُ كوّة في سفوحِ الروح، وترسم مساراتٍ للنحيب، كصفيرِ ناي ينحبُ من ثقوبِ ريحٍ شتوية الايقاع، تذرفكِ نوافذ انتظاري، بفصاحةِ شجون الروح، طرية شمس الشتاء، تُغازلُ لُغة الضحى على شطآنٍ فيروزية، كفألِ أغنيةٍ بدوية، للمساءِ كينونة السطوع، على جناحيهِ يهفو الخيال، على مُحيا المساء ملامح اغتراب، من زمن هزيل، تسكن في ضفيرةِ ذاكرةٍ مخبؤة، يا عُرْيَ الشمس، يا أنثى معجونة بحبقِ الشتاء، عاقرتْ قصائدي فثمِلتْ حتى آخِر الهِجاء، الصباح ارتجاف عطرٍ، على شِفاهِ الدهشة، وانبلاج فكرةٍ في جسارة الخيال، وربكةُ الحواس فوق ثغرِ الفناجين، كرقصةِ نورسٍ سقيمة الإيقاع، تتداعى أحلامي الباهتة، قارسٌ شتائي، ينهشُ في سنابلكِ ذاكرة الاخضرار، وعند زاويةٍ قصيّة يسترخي الناي الوقور، وأكتبكِ عتباتٍ لقصائد الشرفات، نجوما لا نهائية المآلات، حبرها من شهقةِ ضوءٍ، وحكمةٍ من هذيان الاكتمال، أتيْتُ ألمْلِمُ بقايا انشطاري، من مستنقعِ الرحيل، حين بلغني أنكِ عُدْتِ من نصفِ الوداع، وعطشى كلها أحلامي، كيف أرضعها من نهدِ الريح الشحيح ؟ سأحلبُ ضرع الشمس، قبل ضمر الغروب، كقهوةِ كاتب كهلٍ كريم، داكن حرف الليل، تتهاوى الفكرة كأحلامٍ مهدورةٍ عند أقاصي الشحوب.
__________________