المقالة

متلازمة الشعوب “الطيّبة”

 علي باني

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

ضحيّة جديدة للمرض، هذه المرّة شعب “طيب” آخر، بدأت علامات الاصابة في الظهور.

فيها أختُزل تاريخ السودان، ومثقفوه، وعلماؤه، وفقهائه، وحكمائه، في فوهتي بندقتين متحاربتين، واحدة يحملها تاجرٍ أصبح لواءً، وأخرى في يدِ ضابطٍ أقسم اليمين أن يحترم الدستور، تدور بينهما رحى معركة يتوقف عليها مستقبل الملايين، وأرضٌ توصف بأنها سلة غلال شعبٍ يستورد أكله.!

هي متلازمة التخلف، التي تأبى أن تفارق شعوب “طيّبة” وإن كانت تُصرّ دائماً على أنْ تكون مثالاً حيّ على صحة مقولة (ستالين):

“القوة الحقيقية تأتي من فوهة البندقيّة”.

بعد حقنة لا بأس بها من (الكافيين)، كتبتُ:

1. شعوبٌ تُكوّن الجيوش، تخصص لها الأموال، تعطيها السلاح، تمنحها حق احتكار استخدامه، تُقسم هذه الجيوش يمين الولاء.

في مقابل كل ذلك تقرر هذه الجيوش، متى شاءت، وكيفما شاءت، أن تخلف الوعد وتحنث القسم وتسرق الأحلام.

2. بِتّ مقتنعاً أنّ شعوبنا لا تحتاج جيشاً، كُلّ ما تحتاجه قوة بوليس منظّمة لحفظ الأمن، حرس حدودٍ قوي بإمكانات حديثة.

لا يحتاج الأمر لذكاء خارق للوصول لهذا الاستنتاج، يكفي تتبع حياة شعوبنا خلال الخمسين عاماً الماضية وحتى الأمس وغداً.!

3. ما فائدة تعليم وتدريب الألاف من المعلمين، المحامين، القضاة، الاقتصاديين، المهندسين، الأطباء، الكُتاب، الأدباء، الفلاسفة، ……الخ، إذا كان من يملك السلاح هو من يحدد مسار حياتهم ومصير دولتهم، ويحولهم في أفضل الأحوال الى موظفين تُعساء، وفي أسوأ الأحوال بيادق على رقعة الشطرنج.

4. السؤال كيف يرضى كُل أولئك بهذا المصير؟ كيف تخذل “النخب” شعوبها مبررة ذلك إما بالدهاء السياسي أو البراغماتية العملية من مبدأ: “إذا لم تستطع هزيمتهم انظمّ إليهم”…..

طبعاً من السهولة بمكان لعب دور مُحلل الأحداث بعد أن “يقع الفأس في الرأس” ما بالك أن أن يُصيب الرأس رصاص الأخوة الأعداء..

استسمحكم عذراً ألاّ تفسروا ذلكَ بأنّي أنهِ عن خُلقٍ وأكتبُ مثله..

ليلتكم طيّبة…

مقالات ذات علاقة

أعوام المطر

صالح قادربوه

كل سنة وأنا بألف خير وبتحقيق الأماني

مفيدة محمد جبران

أين ليبيا التي عرفت؟ (8)

المشرف العام

اترك تعليق