صدر للكاتب الليبي الشاب أحمد البخاري رواية جديدة بعنوان «الخِـضر» عن دار «المصري للنشر والتوزيع»، وتشارك بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة، التاسعة والأربعين.
عرف الجمهور الليبي البخاري، بعد صدور كتاب «شمس على نوافذ مغلقة» العام 2017، الذي يضم مجموعة مختارة من النصوص لمجموعة كبيرة من المواهب الشابة الليبية، كان من بينها البخاري الذي شارك بمقاطع من روايته الأولى «كاشان» الصادرة العام 2012 عن دار الرواد.
أثارت هذه المقاطع المختارة من الرواية الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي ووصفها البعض بأنها «خادشة للحياء»، برغم عدم اطلاع أغلب المنتقدين على محتوى الرواية بشكل عام، ليتخطى الأمر الانتقاد ويصل إلى الشتم والسب وحتى التهديد بالقتل من قبل بعض المنتمين إلى التيار السلفي في البلاد.
وعن مدى تخوف البخاري من تقبل الجمهور الليبي عمله الجديد قال لـ«بوابة الوسط»، «ما حدث ساهم كثيرًا في ترقب الناس للعمل الجديد، ويمكنني أن أؤكد أنَّ كل مَن ثار ضد (كاشان) من حراس الفضيلة هم الأكثر لهفة لمطالعة المزيد من (كاشان) وغير (كاشان)، لأنهم شخصيات مدعية ومنفصمة الشخصية ويدعون ما لا تبطن أرواحهم المتعبة، أما بشكل عام، فما حدث من هجوم فقد ذهب أدراج الرياح، وأنا أتطلع لجمهور ينتظر الرواية لأنَّه يتطلع لقراءة روايات يحبها ويستمتع بها».
يفصل صدور «الخِـضر» عن «كاشان» ست سنوات، لم يكن للبخاري فيها أي نشاط أدبي إلا المشاركة بكتاب «شمس على نوافذ مغلقة»،يقول البخاري: «لم تأتِ الخِـضر بعد ست سنين. في الحقيقة بعد صدور كاشان بدأت التفكير في الخِـضر، ولكن هذه المرة أخذت وقتي في الكتابة عكس كاشان، وصاحب الرواية الكثير من التعديل والإضافات حتى تبلورت الفكرة، وتطلب الأمر وقتًا في عملية النشر أيضًا. كاشان تمت كتابتها العام 2010 ونُشرت العام 2012، والخِـضر أيضًا أخذت أكثر من عام لتجد الطريق إلى النشر، عمومًا الفترة الطويلة بين العملين الأول والثاني فترة طبيعية جدًّا، وسأحاول تقليص الزمن في الأعمال المقبلة بكل تأكيد».
كانت من إحدى الأفكار المطروحة في رواية «كاشان» تدمير العالم لإعادة بنائه من جديد، فهل البخاري مشغول بإعادة بناء العالم في عمله الجديد أيضًا؟،يقول البخاري: «لست مشغولاً بفكرة إعادة بناء العالم، بقدر انشغالي بإعادة ترتيب أفكار العالم كل فترة وأخرى، الهاجس الذي يسيطر عليّ هو التطوير، التجديد، تدمير الأشكال الجامدة والمتكلسة وعوالم الزمن المتوقف، وإعادة صياغة العالم في كل مرة حسب منظور جديد، والإجابة عن السؤال ستكون نعم. جانب من رواية الخِـضر مهتمٌ بهذه الفكرة، ولكن المعالجة تمت بشكل مختلف».
وعن اللمسة المحددة التي تميز كل كاتب عن آخر قال البخاري: «لا أستطيع القول إنني توصلت للشكل النهائي الخاص بي في الكتابة، ما زلت حتى الآن أقول إنني أجرِّب وأحاول أن أصل إلى أسلوبي الخاص، ولكن في رواية الخِـضر، يمكنني أن أقول إنني وجدت هدفي، وجدت التيمة التي سأكتب عنها دائمًا أو لنقل غالبًا، في الخِـضر بدأت طريقي الذي أصبح واضحًا، أما عن ماهية هذا الطريق، فستفصح عنها أعمالي المقبلة بنفسها».
وبعد منع كتاب «شمس على نوافذ مغلقة» من التداول في ليبيا، لا يعرف البخاري مصير «الخِـضر» فيقول «نظريًّا، اسمي على أي كتاب، يعني أن الكتاب محظور تلقائيًّا، لكن ليبيا بلد الغرائب والعجائب، وقد يدخل الكتاب للبلاد تحت ظروف لا يتوقعها أحد، ولكنه بالتأكيد سيدخل عاجلاً أو أجلاً، لا يمكن لأحد أن يمنع الأفكار أن تحلق عاليًا».
وعن الكتاب الليبين المفضلين عند البخاري قال: «أحب قراءة أعمال الكثيرين، وأخاف أن أنسى أحدًا، نهلة العربي شهادتي فيها مجروحة لأنها تكتب عوالم الرواية التي أحبها، علي لطّيف جبار بالفعل، غدي كفالة يروقني أسلوبها بشدة، ريم التمبكتي، فيروز العوكلي، محمد النعاس، ومحمد المصراتي».