طيوب النص

هنا أراكِ

تصوير: حسن التربي

 

هنا أراك يا رائعة الحضور الذي لا يكتمل وجودي بدونه. أراك ناعسة في ظل سلام هذا الركن المنسي.
اتوق لصفو لحظة احتضانك، واحن لاستنشاق عبير جدائل شعرك ولضمك لصدر يحبك.
رغبة ملحة تسيطر على كياني وتحثني على القفز في اِتجاه ذلك الهادئ الذي قد يثور حتى على آلهته بوسيدون.
قفزة قد تعكر صفو قيلولة عرائس البحر في ديوان مملكة الشُعب المرجانية.
قفزة سأعتذر بعدها لحارسات قاع البحر ولركام ألف سفينة عبثت بها العواصف والمد والجزر .قفزة لن يرافقني الخوف فيها.
انا لا اخجل من الافصاح عن مشاعري لعروسة بحر غاب الفرح عن عرسها.
انا لا اخجل من البوح عن مشاعري يا بحر..يا سماء..يا قبطان وشيخ جنة السراب الذي لا يقرأ الا شهادات الزواج والوفاة وخرائط الكنوز ونعي الأشرعة المتحطمة على شواطئ التعاسة.
يا رب هذا المنبع وهذا القاع الذي أمامي ومنه كانت بدايتنا،
قل لمن يزمجرون في الأفق ويلوحون بقبضاتهم مهددين ويزعجون سكينة العالم بحروبهم وغثيانهم- ليس عيباً أن نفصح عن مشاعرنا، وأن الخطيئة بعينها تكمن في خنق كلمات المحبة في الحناجر وعلى الألسنة.
قل لهم أن اعلان المحبة أفضل بكثير من ألف دعاء بارد وصلاة مكررة فقدت مصداقيتها..وأن البوح بالمحبة هو الماء الذي تُطفئ قطراته نار الكراهية وحمض القبح.
ويا شمس رب هذا الشط المقدس، قولي لهم ان السيئة بعينها هي التفكير بعقل غيرنا الذي لا نحمله بين أذنينا داخل جماجمنا.
لا داعٍ لأن تحكي لهم ألف حكاية وحكاية، بل احكي لهم حكاية واحدة فقط عن معنى السلام والمحبة..ودعي كلمة الحب تتغلغل بين ثنايا مصطلحاتهم اليومية.
ويا أثير افق هذا السلام الرائع، قل لعروسة بحري أنا..أنني لازلت أبحث عنها.

مقالات ذات علاقة

تقف الشمس في شارع الرشيد

عاشور الطويبي

لا تنسوا اليوم.. أصبوحة عبدالعزيز الزني

المشرف العام

الخريطة لا تنتهي

المشرف العام

اترك تعليق