تعتبر مجلة فضاءات إحدى أهم المجلات الثقافية التي صدرت في ليبيا في الفترة من 2002 إلى 2010، وتوقف صدورها مع أحداث 2011.
تعود مجلة فضاءات إلى الساحة الثقافية العربية بعد توقف قسري دام ست سنوات، لتبدأ بالعدد 45، حيث كانت الانطلاقة الأولى للمجلة سنة 2002، وسرعان ما احتلت آنذاك مكانة بارزة بين المجلات الفكرية الثقافية العربية، وقد سجّلت مؤشراً متصاعداً في استبيانات التوزيع والانتشار، وأثار ما نشرته من موضوعات فكرية وثقافية اهتماماً كبيراً، لتتحول بمرور الوقت وتوالي أعدادها إلى منبر متحرّر لتفعيل الحركة الحداثية ومواكبة الجديد، وإلى تفاعل متصاعد بين المثقفين لا يخلو من سجال. وكان التثاقف والحوار الحضاري العربي العالمي على رأس اهتمامات المجلة، التي سعت طيلة مرحلة إصدارها الأولى إلى نشر المعرفة العقلانية والتفكير النقدي ومواكبة أهم وأحدث التطورات الفكرية والإبداعات الثقافية والإنسانية للباحثين والمثقفين والمفكرين والمبدعين في الوطن العربي والعالم، مع التركيز على مواجهة الإرث الظلامي والسلفي.
وقد شهدت المجلة في تلك الفترة تنوّعاً كبيراً تمثل في عرض مختلف الآراء والمواقف والأطروحات الفكرية دون إقصاء أو حجر أو إدانة مسبقة. وقد خصصت المجلة في تجربتها الأولى كل عدد لمحور فكري أو فلسفي أو نقدي يقوم بالمشاركة فيه نخبة من الباحثين والكتاب من دول عربية مختلفة، كما صدر عنها كتاب شهري، ضمن سلسلة “كتاب فضاءات”، وكان للترجمة عن اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية دوراً واضحاً في إثراء هذه السلسلة. وقد وزّعت في جميع دول شمال إفريقيا بالإضافة إلى دول عربية أخرى.
يذكر أن مجلة فضاءات كانت مشروعاً ثقافياً أسّسه عبدالمنعم المحجوب سنة 2002، وقد ترأس تحرير المجلة حتى توقّفها الاضطراري، وكانت تصدر عن دار الأصالة والمعاصرة، كما حظيت المجلة آنذاك بدعم من المركز العالمي للدراسات والأبحاث، حيث تولى عبدالله عثمان، ثم أحمد إبراهيم الإشراف العام عليها.
في هذا الشهر تستأنف فضاءات نشاطها الدوري، وسينتظم صدورها – كما أكّدت مريم عبدالله، رئيس التحرير – كل شهرين، ويصدر العدد الجديد (سبتمبر – أكتوبر) في 174 صفحة، من القطع المتوسط.
يصدر العدد الجديد بعدد من الموضوعات والمداخلات الفكرية والنظرية والثقافية، ويبدو أنها لم تلتزم في انطلاقتها الثانية بمحور واحد لكل عدد، أسوة بتجربتها السابقة، حيث جمع هذا العدد بين النصوص الأدبية (الشعرية والقصصية) والمقالات والبحوث والمحاضرة والحوارات الثقافية. كما تضمّنت محتويات هذا العدد مواداً تنوعت بين اللغات العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى نصوص أخرى باللغة الألمانية.
ففي حقل الشعر نُشرت عدة قصائد للشعراء: الكيلاني عون، وليد الزريبي، محي الدين محجوب، المهدي التمامي، سميرة البوزيدي، عائشة إدريس، عبدالمنعم المحجوب.
وفي حقل القصة القصيرة، نقرأ للكتاب: فتحي نصيب، عزة كامل المقهور، رامز النويصري، وجمعة الفاخري.
وفي مجال المقالة نقرأ للكاتبة وئام قشوط، وأكوا دجاني. وخلود الفلاح.
وفي مجال الدراسات نقرأ للباحثين: غونزاليس نييتو، عبدالمنعم المحجوب، كما ضم العدد عدة حوارات ومختارات للشاعر الليبي عاشور الطويبي والشاعرة الألمانية آنا هتزر. وحوار مع منظمة فيلا ديسيوس الثقافية.
تضم هيئة تحرير مجلة فضاءات في ثوبها الجديد كلا من: مريم عبدالله (رئيس التحرير)، ناصر محجوب (مدير التحرير)، وئام قشوط (منسق التحرير)، وعصام العبيدي (المدير الفني)، وقد جاء غلاف هذا العدد في القسم العربي بلوحة للشاعر الفنان الكيلاني عون، أما غلاف القسم الإنجليزي فتميز بصورة رائعة للفنان ساسي حريب.
في محادثة مع رئيس التحرير، السيدة مريم عبدالله، أكّدت أن الهدف الرئيسي من وراء استعادة إصدار مجلة فضاءات، ضمن أهداف أخرى عديدة، هو مواكبة التحوّلات التي تعتمل في النسيج الثقافي، وتؤشر على إعادة التأسيس الدائمة التي يمر بها شمال إفريقيا والشرق الأدنى، بالإضافة للانفتاح على مختلف الآفاق دون تحجّر أو قصور في الرؤية.
يمكن تحميل العدد الجديد للمجلة من هــــنـــــا