بلا_تفاصيل
أنا مغرمٌ بالتَّفاصيلِ، كَارِهٌ لها في آنٍ، فكيفَ يمكنُ ذلك ..!؟
سأوضِّحُ لكُمُ الأمرَ .. أحبُّ أن أكتشفَ التَّفاصيلَ بنفسي .. لتبقى مَلَكَةُ الاكتشافِ لَدَيَّ مُتَحَفِّزَةً أبدًا لاستخراجِ كنوزِ المعرف، أمَّا التَّفَاصِيلُ المُمِلَّةُ التي تغتالُ موهبةَ المرءِ في الاكتشافِ، فهيَ تُلْغِي حَاسَّةَ الفضولِ المشروعِ للوصولِ للمعرفةِ .. الحقيقة .. فلا تمسكْ بزمامِ عقلي لتملأَهُ بأشيائِكَ .. بأفكارِكَ .. بإملااءَتِكَ .. مهما كان نوعها .. فقط .. دلَّني على مَسَاكبِ النُّورِ .. ودعني أملأْ جراري الظَّمْيَاءَ بنفسي .. سأشكرُكِ .. شكرًا أيتها التَّفاصيلُ المُهَذَّبَةُ .. بإمكاني أن أصنعَكِ بنفسي .. ولنفسي .. سأبتكرُكِ كما أتمنَّاكِ .. أَتَشَهَّاكِ .. أترغَّفُكِ .. أَتَرَحَّقُكِ .. أَتَخِيَّلُكِ .. فالخَالِقُ المبدعُ خلقَ الإنسانَ ليبدعَ .. فمنحَهُ كنزَ صِنَاعَةِ التَّفاصيلِ .. التَّفاصيلِ التي يُحِبُّ .. وكما يُحِبُّ .. اِتَّفقنا ..!؟
حسنًا؛ فلنَقِفْ هُنَا تَحَرُّزًا من وحشِ التَّفَاصيلِ الفاغِرِ فَمَ فُحْشِهِ لالتهامِ صَبْرِنَا .. واغتيالِ لذاذَاتِ الاكتشَافِ فينا .. !!
غَدًا تفاصيلُ أخرى ..