فسانيا – (حنان كابو)
السيدة مناجي بن حليم: البلاد التي لا فنون فيها لايعول على رقيها ولاحرياتها ، أن تهدم معالمها ، وتنكأ جراحها وتسيل مواجعها دفعة وراء أخرى ، أن تبني معالم أخرى وتشيد من جديد وتسعى جاهدة لتعليم أجيال قادمة .
رهانات الثقافة تتوالى
هي العصية التي لاتشبه إلا نفسها تبكي وتضحك في آن واحد ، تتعثر وتسقط وتنهض بقوة وعزم.
شهدت بنغازي صباح اليوم وتحديدا في منطقة السلماني المعروف ب602 افتتاح المركز الثقافي الجديد الذي أطلق عليه باسم الشاعر “وهبي البوري وتقليدا لمراسم الاحتفاء توالت الكلمات التي استهلت بكلمة رئيس مكتب الثقافة والإعلام السيد خالد نجم
كما ألقى الباحث سالم الكبتي نبذة عن تاريخ نشأة الشاعر الراحل وأِشار إلى أن مدينة بنغازي تشهد ظاهرة ثقافية ونوه إلى أن الصدف وحدها من جعلت الجمع يلتقي بعد 100 عام من وفاة الراحل في افتتاح مركز يحمل اسمه معرجا على ولادته بالإسكندرية عام 1916م نتيجة لظروف الاحتلال آنذاك وبعد عودة أسرته قطنوا في البركة بشارع “بوغولة ” مشيرا إلى أنه تحصل على شهادة فنون وصنائع واتسع وعي الشاعر البوري بوجود المجلات المشهورة ك “الهلال والمقتطف وغيرها ” وتأثر بالعقاد ومن عاصروا من الأدباء والكتاب .كما أشار إلى النشاط الثقافي الذي تولى رئاسته وتكوينه مجموعة من الشباب حيث كونوا ناديا ثقافيا في ظروف صعبة وإمكانيات فقيرة في مقدمتهم الراحل عمر فخرى المحيشى وتطرق الباحث المؤرخ الكبتي إلى استعمال الشباب لمجلة “ليبيا المصورة ” في كتابة المناشير على صفحات أعدادها وتوزيعها أثناء معتقلي المقرون والعقيلة .
كما ذكر المؤرخ إلى تأثر الراحل بالكاتب القاص محمود تيمور بعد عودته إلى مصر.
حيث وجد رفيقيه عمر فخرى وأحمد رفيق وتزامن ذلك إعدام شيخ المجاهدين عمر المختار وكتب في رثاءه قصيدته المشهورة “ركزوا رفاتك ”
التي كتبت على صفحات مجلة إيطالية وزعت كمنشور آنذاك ، كما أسهم البوري في حركة المسرح وأشرف على فرقة فنية كان مقرها شاطيء البحر ، كما نشرت أولى قصصه “ليلة الزفاف ” وكان الراحل يعرض نتاجه الأدبي على رفيقيه .
كما عمل أول تحقيق صحفي على شهر رمضان ووصف كيف تتم الرؤية بمجلة ليبيا المصورة ، ويعد أول من عمل الكلمات المتقطعة في ليبيا كما ترجم العديد من الكتب. ووجه المؤرخ في نهاية ورقته البحثية رجاء خاص للاهتمام بالرواد ولوضعهم المالي والاجتماعي.
كما تم تسليم درع وشهادة تكريم لمدير مكتب الثقافة السيدة مناجي بن حليم على جهودها التي تركت بصمة واضحة في مكتب الثقافة وقامت بدورها بشكر العاملين والموظفين بالمكتب على مجهوداتهم الطيبة والجبارة .
ونوهت بن حليم في كلمتها إلى أن بنغازي لديها الكثير من المراكز الثقافية التي سلبت من مكتب الثقافة ولم تعد ملكها .
وقدم عرضا مرئيا للأنشطة التي قام بها مكتب الثقافة من دروات وأمسيات وتكريم وحملة انقاد الكتب .
وشارك عازف القانون على الفالح بمعزوفات متنوعة ، وتجول الحضور في أروقة المركز الذي يحوي على قاعة للامسيات الشعرية ، ومقهي صغير ومكتبة ورقية تحوي العديد من العناوين القابلة للزيادة .
وفي تصريح خاص للسيد خالد نجم لصحيفة فسانيا أشار إلى أن هذا المركز يعد خطوة ثقافية أولى لبناء منارات تسهم في إعداد أجيال قادمة ، ويعد افتتاح هذا المركز خطوة أولى لاستعادة كل المراكز الثقافية التي تعرضت للسلب والسطو عليها سواء مدنيين أو جهات .
صحيفة فسانيا التقت بالسيدة مناجي بن حليم مدير مكتب الثقافة
تراهنين على دور الثقافة وأهميتها بافتتاح مركز ثقافي جديد .
ما الدور الذي تتطلعين ليقوم به ؟
أتطلع لزحام ثقافي يقوده المثقفون والمهتمون بالمشهد الثقافي في ليبيا والذين نعول عليهم في محاربة كافة أشكال التطرف ولنبذ العنف والشقاق أتمنى أن يبرز دور الشباب في هذه المرحلة المركز الثقافي هو لبنة فقط وأرضية ننطلق منها لتفعيل الدور الذي من المفروض أن يضطلع به مكتب الثقافة بنغازي جنبا إلى جنب مع المثقفين ؟
على ماذا تعولين برهانك على دور الثقافة
أعول على تولى الشباب للمشهد الثقافي ولحدوث توأمة بين الأجيال ليفعلوا المشهدية الثقافية التي نأمل أن تحظى بعناية من المسؤولين فبلاد لا فنون فيها لايعول على رقيها ولاعلى حرياتها ولن تكون ذات بصمة في حراك التغيير.