من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي
شعر

البهلوان

من أعمال الفنان التشكيلي رضوان الزناتي

كاذِبٌ أنتَ ..

و مُخادِعٌ كبير

أيّها الحاوي .. البهلوان

تُخرِجُ لنا مِن جِرابِك منديلاً ..

فيتحوّلُ إلى أرنبٍ .. أو حمامة

ونرى رؤؤساً تقطَعُها ..

ثُمّ تعيدها ثانيةً

فتدُبّ فيها الحياةُ من جديد

وتُحيِلُ الأرنب المُستخرج من المنديل

إلى عَدَمٍ في الصّندوق ..

كاذِبٌ أنتَ ..

ومُخادِعٌ كبير

**

قُلتَ للغابرين كلاماً ..

فصدّقوك

ووجده اللاّحِقون وَهْمَاً ..وزيفاً

و قُلتَ لِلّاحقين كلاماً ..

فصدّقوك

ووجدناه وهماً .. و زيفاً

وقُلتَ لنا كلاماً ..

فصدّقناك

وسيصبحُ بَعدنا كَذِباً .. وزيفاً

وستقولُ كلاماً مِن بَعدِنا

ليُصبِحَ كَذِباً .. وزَيْفاً

كاذِبٌ أنتَ ..

و مُخادِعٌ كبير

**

تُوهِمُنا بالأبطالِ

فنَجِدُهم في الغدِ لُصُوصاً

وتُحقّرُ غيرَهم

فيتحوّلون أعلاما

أيّ وَهْمٍ تزرعهُ فينا

وأيُّ أوهامٍ نحصدها منك !

وانت تَتّخِذُ من دماء الأغبياء ..

والأذكياءِ ..

ألعوبةً

تتسلّى بها

كاذِبٌ أنتَ ..

و مُخادِعٌ كبير

**

خَدَعتَ الجميعَ ..

فصدّقوك

وعلّمتَهم ..

فَكَذَبَ الجميعُ على الجميع

وأغويتَهم , وأغريتَهُم ..

فسارَ في ركبك

العُلماءُ .. والجَهلة

المُتخَمون .. والجوعى

القدّيسون .. و الزّناة

الشعراءُ .. واللصوص

الأنبياءُ .. والأفّاقون

سارَ الجميعُ معكَ أيّها الحاوي

ولا يدرون أنّكَ كاذِبٌ

و مُخادِعٌ كبير

**

لن اُحاكِمَكَ ..

فالمُحاكمةُ لن تُجدي نفعاً

ولن اُصحّحَكَ

فما عُدتَ قابلاً للتصحيح

يكفيني أنّني بصقتُ في وجهِكَ ذات يومٍ

وصرختُ ..

لحظةَ إخراجِك الأرنبَ من المنديل :

” كاذِبٌ أنتَ ..

ومُخادِعٌ كبير

فما عُدتُ أصدّقُ لك قولاً

كاذِبٌ أنتَ

ومُخادِعٌ كبير

وهذا هو ديدَنُكَ ..

أيّها التّاريخ “

مقالات ذات علاقة

منذ وقت لم أكتب

نجاح المبروك

أريد أن أحبك سريعاً

عائشة المغربي

‏إنني أصلي

مفتاح العلواني

اترك تعليق