هو ابن محمد الشريف السنوسي بن محمد بن علي السنوسي وعمه محمد المهدي السنوسي وجده الإمام محمد بن علي السنوسي، وهو أحد كبار المجاهدين الليبيين، جاهد وشارك وقاد معارك الجهاد في سبيل الله والنضال ضد الغزاة الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين في تشاد والسودان ومصر وليبيا وساهم في نشر الدعوة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي في أرجاء من أفريقيا، وهو صاحب كتاب (السراج الوهاج في رحلة السيد المهدي من الجغبوب إلى التاج) الذي دوّن فيه الرحلات الدعوية التي رافق فيها عمه السيد محمد المهدي السنوسي.
تزعّم السيد أحمد الشريف الحركة السنوسية في عام 1902م، خلفاً لعمه السيد محمد المهدي السنوسي والد محمد إدريس السنوسي الذي كان قد بلغ الثالثة عشرة من عمره آنذاك، ويبدو أن صفات السيد أحمد الشريف الشخصية وشجاعته التي برزت خلال قيادته لمعارك الجهاد ضد الفرنسيين في مناطق “قرو” و”ودان” السودانية قد أهلته لتولي الزعامة. استمر السيد/ أحمد الشريف في إمارة الحركة السنوسيّة من 1902 م إلى 1916م، حيث تنازل عنها في ذلك العام لابن عمّه محمد إدريس السنوسي وقبل حوالي عامين من مغادرته لليبيا مرغماً على ظهر غواصة ألمانيّة بعثتها له تركيا في أغسطس 1918م لتنقله من البريقة بليبيا ليصل لاحقا إلى النمسا ثمّ إلى الآستانة بتركيا. وهذا ما جعل بعض أفراد العائلة السنوسية غير مقتنعين بولاية محمد إدريس.
ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام 1911م، كان السيد أحمد الشريف قد أعاد تنظيم الحركة السنوسية من خلال الزوايا التي انتشرت في مدن كثيرة، كما سعى جاهداً لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات الإسلامية الأخرى وتدعيم وشائج الأخوة الإسلامية بينها، كما ارتبط أشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية في تركيا، وما أن وطأ البلاد جنود المستعمر الإيطالي حتى كان أحمد الشريف قد حوّل زوايا الحركة السنوسية إلى معسكرات لإعداد قوة عسكرية من الأهالي والأتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتى الطرق.
وعندما تناهى لأسماع أحمد الشريف اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا، شكل وفداً من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه إلى مدينة درنة لمقابلة “أنور بك” الوالي العثماني، وسلّمه رسالة خطية جاء فيها: “نحن والصلح على طرفي نقيض، ولا نقبل صلحاً بوجه من الوجوه، إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد إلى العدو”. ونتيجة ذلك، وصل مبعوث الوالي العثماني السيد عزيز المصري بصفته ممثلاً للدولة العثمانية في ليبيا ومديراً للعمليات العسكرية فيها، وصل الجغبوب “مركز قيادة السنوسية” وأبلغ السيد أحمد الشريف “أن الخليفة قد منح البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها”، ولكن مع تذبذب الموقف التركي من مسألة الصلح مع إيطاليا، وتوقيع الدولة العثمانية معاهدة الصلح مع إيطاليا التي تنازلت بموجبها لإيطاليا عن ليبيا، عاد أنور باشا لطرح فكرة القبول بالصلح على السيد أحمد الشريف فكان رده أكثر حزما، قائلا “والله لا نسلمهم من أرضنا طراحة حصان”.
وبعد توقيع الدولة العثمانية “معاهدة لوزان” مع إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلى إيطاليا، بادر أحمد الشريف بإعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد، وكان شعار تلك الحكومة “الجنة تحت ظلال السيوف”. ثم أعلن الجهاد في منشور عممه على مشايخ الزوايا السنوسية والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 إلى سن 65، أن يذهب إلى الميدان مزودا بمؤونته وسلاحه. ومع توالي الهزائم التركية في البلقان، أصدرت القيادة التركية أوامرها بضرورة الانسحاب النهائي من الأراضي الليبية، ومع الانسحاب الكامل للقوات التركية من البلاد، قرر أحمد الشريف الانتقال بقواته التي بلغت حينئذ السبعة آلاف مقاتل، إلى منطقة امساعد على الحدود الشرقية مع مصر، مما فرض ظروفا وأوضاعا جديدة على المنطقة وخاصة بعدما تبين ان السيد أحمد الشريف قد نجح في تحويل القوات السنوسية إلى جيش نظامي مدرب، ومستعد لخوض غمار حرب فدائية طويلة المدى ضد الطليان.
عند اشتداد معارك الجهاد وبسط إيطاليا وجودها على أجزاء من ليبيا كلف المجاهد الداعية السيد أحمد الشريف اخيه المجاهد الكبير صفي الدين السنوسي بقيادة منطقة غرب برقة والتنسيق مع قيادات طرابلس وفزان في محاربة العدو الإيطالي، وفعلاً ترك السيد صفي الدين اجدابيا وتحرك مع كثير من المجاهدين إلى جهة سرت واتصل هناك بالعديد من قادة الجهاد الليبي امثال المجاهد الكبير رمضان السويحلي وأحمد بك سيف النصر وغيرهم. بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، تعزز موقف السيد أحمد الشريف وقواته، حيث جعلت الاطراف المتحاربة تسارع لكسب ود السيد أحمد الشريف وقواته، تركيا وألمانيا من جهة، وبريطانيا ومصر من جهة أخرى، فالأولى رغبت ان يقوم السيد أحمد الشريف بتخفيف الضغط على إيطاليا بمهادنتها، وبفتح جبهة جديدة ضد الإنجليز في السلوم، والأخرى رغبت في مساعدة السيد أحمد الشريف للقضاء على الطليان، العدو الرئيسي للسيد أحمد الشريف آنذاك.
وبسبب الضغوط الشديدة التي مارستها الدولة العثمانية عليه، بالإضافة إلى الانتصارات الألمانية ـ العثمانية على قوات الحلفاء في أوروبا، وظهور الثورات الشعبية ضد الإنجليز في الهند وأفغانستان والسودان، اختار أحمد الشريف ان يقوم بالإغارة على قوات الإنجليز في أوائل نوفمبر 1915م داخل الحدود المصرية وهزمهم في السلوم ولاحقهم حتى منطقة سيدي براني حيث اندمج بقواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب، ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العواقير 1916م التي اسر فيها جعفر العسكري، وهرب فيها نوري باشا وعبد الرحمن عزام، وواصل السيد أحمد الشريف القتال من المحور الجنوبي واحتل عددا من الواحات، وسارع للاتصال بالسيد علي دينار، سلطان دارفور بالسودان، ومشايخ الصعيد في أسيوط والفيوم محاولا تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز، وخاض السيد أحمد الشريف بقواته عدة معارك آخرها “معركة بئر تونس” التي اضطر فيها للتراجع والانسحاب، وذلك بسبب عدم استجابة زعماء القبائل في الفيوم والصعيد ودارفور من جهة، وفشل قوات جعفر العسكري واستسلامه من جهة أخرى، فضلا عن التباين الكبير بين القوتين، فبينما كانت قوات السيد أحمد الشريف تقاتل ببنادق عادية وعلى ظهور الخيل في أرض مكشوفة، استخدم الإنجليز المدفعية والطائرات، يضاف إلى ذلك صعوبة التموين بل وانقطاع موارده عن القوات السنوسية.
وهاجمت قوات الحركة السنوسيّة – عشرة آلاف مجاهد – بقيادة أحمد الشريف القوات الاستعماريّة البريطانيّة في الصحراء الغربيّة المصريّة عند السلوم. واستمر القتال بين السنوسيين والبريطانيين إلى 1917م العام الذي انتصر فيه البريطانيون بقيادة الجنرال بيتون (Peyton) على قوات المجاهدين. وكانت حملة السلوم، نهاية المطاف في صراع السيد أحمد الشريف ضد الإنجليز في ليبيا، وقد بادروا بتهديده بضرورة ترك الجغبوب فورا، تحت طائلة ضرب وتهديم ضريح قبر جده الأكبر [بحاجة لمصدر] محمد بن علي السنوسي بالطائرات واحتلال المدينة.
غادر السيد أحمد الشريف البلاد إلى المنفى في أوائل أغسطس 1918م على متن غواصة ألمانية من “مرسى العقيلة” ومعه كبار معاونيه وقادته منهم محمد صالح حرب، ونوري باشا، وصالح أبوعرقوب البرعصي، وعبد الوهاب الدرسي، وعبد الله البسطة. أما الباقي الأتباع في ليبيا وعلى رأسهم عمر المختار فقد انسحبوا إلى الجبل الأخضر ومنهم من استدعاه للحاق به مثل الشيخ المفتي والقاضي محمد عزالدين الباجقني حيث كان كاتباً للشيخ أحمد الشريف ((بعض الروايات تقول أنه هاجر معه بنفس الوقت))، وقد كان إبعاد السيد أحمد الشريف انتصارا لكافة الاطراف المعادية لنضال الشعب الليبي. وصل السيد أحمد الشريف إلى “ميناء بولاوتريستا” ومنها إلى النمسا ثم بالقطار إلى إستانبول حيث استقبل استقبالا حافلا تدعيما لمواقفه وصموده، وقلده السلطان محمد السادس السيف “علامة السلطنة” ومُنحَه وساماً مجيدياً، وأنعم عليه برتبة الوزارة.
مباشرة بعد استقراره في المنفى أخذ أحمد الشريف يحرض العثمانيين على إعطاء القضية الليبية الأهمية القصوى، وقد نجح بالفعل في اقناع عزت باشا، رئيس الوزراء آنذاك في أكتوبر 1918م، بأن يسمح له بالسفر خفية إلى طرابلس بعد تزويده بالمعدات والسلاح والاموال، إلا أن اتفاق هدنة الحرب العالمية الأولى حال دون انجاح المهمة، ومع ذلك فقد انتقل السيد أحمد الشريف ورفاقه من استانبول إلى بروسه، استعدادا للعودة الى البرقة، إذا ما اخفقت جهود السلام. وحتى بعد أن اضطر لمغادرة البلاد، استمر في متابعة حركة الجهاد، والعمل على تأمين ما يستطيع من احتياجات المجاهدين، ولعل المهمة التي أوكلها إلى محمد أسد هي إحدى صور هذا الجهد، الذي كان السيد أحمد يبذله من المنفى لتقديم الدعم إلى المجاهدين، ولم تنقطع مراسلاته مع المجاهدين، حتى السنوات الأخيرة من الجهاد بعد استشهاد “شيخ الشهداء” عمر المختار، وعلى احتوائها على توجيهات إلى المجاهدين، خاصة الرسالة المؤرخة في 16 جمادى الآخرة 1350هـ، التي انتدب فيها السيد أحمد، المجاهد الكبير يوسف بورحيل المسماري لتولي القيادة بعد استشهاد عمر المختار.
كانت الفترة من 1924 إلى 1933م تمثل جانبا مهما في حياة السيد أحمد الشريف السنوسي في المنفى حيث اقام في الحجاز مستفيدا من العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بعبد العزيز بن سعود، وبدا محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد عمر المختار ويعاونه قجة بن عبد الله السوداني، والفضيل بو عمر، ويوسف بو رحيل المسماري، وحسين الجويفي، وعبدالله بوسلوم، وعبدالحميد العبار، وقد تبقى من العائلة السنوسية بعد رحيل السيد ادريس السنوسي عام 1923 م إلى مصر كل من محمد الصديق والسيد محمد الرضا والحسن الرضا. وعاد الشيخ احمد الشريفً إلى الكفرة و كلف الشيخ محمد السنى مكانه شيخ الزاوية” قرو” والتي قام بإدارة شئون الزوايا، كما أن المراسلات ما بين الشيخين كانت متتالية من مقره بتشاد ومدينة الكفرة التي يقيم بها الشيخ احمد الشريف لقيادة المعارك في تشاد ضد المستعمر الفرنسى. وفي سنة 1911 عندما غزت ايطاليا ليبيا ركز الشيخ احمد الشريف جهوده و نضاله ضد الإيطاليين وتحت قيادته لم تجد الحركة السنوسية صعوبة في توحيد القبائل الليبية لمقاومة المحتلين الايطاليين ومع امتداد نجاحات الشيخ احمد على ارض الواقع ومحاربة المستعمر الايطالي كانت قناعات الشيخ احمد بوجوب محاربة المستعمر أينما وجد على الأراضي العربية والإسلامية وهذا ما حدث بالضبط في كل من مصر وتونس والجزائر والنيجر ضد المستعمر الغربي آنذاك “فرنسا-انجلترا”. بعد أن تم توحيد القبائل الليبية على يد الشيخ احمد الشريف بغية تنظيم المقاومة التقليدية ضد المحتلين كانت أول معركة لشيح أحمد الشريف بمنطقة سيدي كريم والتي انهزمت فيها القوات الإيطالية واندحرت بالقرب من مدينة درنة.
• مراحل جهاد الشيخ احمد الشريف السنوسي:
1- جهاد الشيخ احمد الشريف بالجنوب الليبي
تولى الشيخ محمد عابد السنوسي بتكليف من الشيخ أحمد حركة المقاومة والجهاد بمنطقة فزان “الجنوب الغربي لليبيا” وألتي قدِم إليها الشيخ محمد عابد من “واحة الكفرة” بشهر مايو عام 1914م، وأختار الشيخ من زاوية (واو) مقاماً أول له في منطقة فزان وما أن أعلن الشيخ حركة المقاومة ونداء الجهاد ضد المستعمر الايطالي “1911” حتى استجاب على الفور جميع سكان المنطقة الذين تصدو ببسالة لنصرة وطنهم من إطماع الغازي خاضوا خلالها عدة معارك طاحنة مع الايطاليين حققوا بها انتصارات ملهمة لقادم الأجيال، على سبيل المثال لا الحصر ” احتلال قلعة سبها – تحرير اوبارى وطرد القوات الايطالية منها.
2- الجهاد من سرت امتداداً الى الجهة الغربية من ليبيا
تولى الشيخ صفى الدين السنوسي بتكليف من الشيخ أحمد الشريف قيادة حركة المقاومة ضد القوات الايطالية المستعمرة فكانت أولى نتائج تلك القيادة سحق القوات الايطالية بتاريخ 29-4-1915م فى معركة بوهادى حيث كانت القوات الايطالية مكونة حينها من 3075 جندي من (الايطاليين-الإريتريين- الليبيين ) تحت قيادة العقيد ميامى (الذى طرد فى مرزق). كما تحقق للمجاهدين الليبيين الانتصار وهزيمة وطرد المستعمر بشهر ديسمبر 1915 حيث عندما اشتبكت القوات الايطالية مع المجاهدين التحق الليبيون تحت قيادة الشيخ المجاهد الكبير رمضان الشتوى الذين كانوا مجندون فى الجيش الايطالي لينضموا قى صف اشقائهم المجاهدين لسحق القوات الايطالية. كان الفضل الكبير للمجاهد المغوار رمضان الشتيوي والذي يمتلك من الدهاء ما أمكنه من خداع المستعمر الايطالي لترك صف الجيش الايطالي وانضمامه الى صف المجاهدين في ساعة الحسم لنصرة دينه ووطنه وإخوانه المجاهدين ليسطروا أعظم الانتصارات ضد الآلة العسكرية الغازية. استولت أيادي المجاهدين المغبرة بعد انتهاء المعركة بإعلان النصر الساحق لليبيين وقتل أكثر من 1000 جندي ايطالي وغنيمة 5000 بندقية وكميات كبيرة من الذخيرة و المؤن، وبعد هذه المعركة ذهب الشيخ صفى الدين الى طرابلس لقيادة معارك الجهاد ضد المستعمر الايطالي تحت لواء الحركة السنوسية.
3- الجهاد فى برقة
الجهاد ضد الايطاليين فى برقة كان تحت قيادة شيوخ الزوايا السنوسية أمثال (الشيخ عبدالله الأشهب- الشيخ محمد على عبد المولى- الشيخ التواتى الكليلى- الشيخ محمد على المحجوب – الشيخ محمد على الزروالى – الشيخ محمد على الغمارى- الشيخ محمد أبو نجوى – الشيخ عمر المختار) وباقي زعماء القبائل (العُرفا – الدّرسا – البراعصة – العواقير-المغاربة- العريبات- الزوية – القبائل – المسامير- الجرارة – الفواخر) (الحركة السنوسية ص255) وصل حينها الى بنغازي عدد ألف مجاهد من قبيلة أزويه قادمين من مدينة الكفرة للمشاركة بملحمة تحرير ليبيا من المستعمر الايطالي. وببداية اندلاع الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية العثمانية التي حكمت ليبيا لعقود من الزمن تساند دول المحور “بقيادة ألمانية” في حربها الضروس مع الآلة العسكرية البريطانية المسيرة والقائدة لدول الحلفاء آنذاك. أرسل السلطان العثماني محمد الخامس رسالة إلى الشيخ احمد الشريف يبلغه بتعيينه نائباً للخليفة العثماني في شمال أفريقيا واقترح عليه الجهاد ضد البريطانيين والفرنسيين والسوفييت (قبل انضمام ايطاليا للحلفاء، إذ أنها استظلت بمظلة الحلفاء بمايو 1915م). انشئ الشيخ احمد الشريف جيشاً مكوناً من ثلاث فرق من البعيدات و فرقة من كل من الحاسة والدارسة والعواقير والعُرفة والمنفة والبراعصة وأربع فرق من أولاد علي وفرقتين من المتطوعين الشاديين. وفي فبراير 1915 هاجم الأتراك قناة السويس وبنفس الشهر من نفس العام باشر الشيخ احمد الشريف بقيادته الحكيمة وتخطيطه السليم الى الهجوم على القوات البريطانية التى تحتل مصر وتكلل هذا الهجوم المحكم من قبل المجاهدين باحتلال المناطق الحدودية التي كانت فيها القوات البريطانية كما أجبرتها على الانسحاب إلى منطقة مرسى مطروح. بعد ان ضخت القوات البريطانية إمدادات ضخمة من العسكر وباقي الأنشطة اللوجستية والتي وصلت لمرسى مطروح بتاريخ 14-3-1916م، وما أن اختلفت القوى وارتفع مستوى التنظيم من قبل الانجليز حتى تم استرجاع كل ما تم احتلاله من قبل قوات الشيخ احمد الشريف من الأراضي المصرية لصالح القوات الاستعمارية البريطانية، انسحب الشيخ احمد الشريف تاركاً قيادة الحركة السنوسية للشيخ محمد إدريس السنوسي بعد أن استنفذ كامل طاقته القيادية ولم يختزلها يوما في نفسه دون ان يقدمها للإسلام والمسلمين. وفي أغسطس سنة 1918 غادر الشيخ احمد الشريف على متن غواصة نمساوية إلى النمسا ومن ثم على المجر والى تركية وأخيراً استقر المقام بالشيخ احمد الشريف بأرض الحجاز “السعودية” حيث توفى في المدينة المنورة بتاريخ 10/3/1933م.
الاربعاء 17 من شهر رمضان – الموافق 22/06/2016م – طرابلس / ليبيا
__________________________________
المصادر
– (الحركة السنوسية ص255)
– السنوسية دبن ودولة للشيخ على الصلابي
– تاريخ الحركة السنوسية
ـ الإسلام في القرن العشرين، عباس محمود العقاد
ـ حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث، جمال الدين عبد الرحيم مصطفى
ـ الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا، د. علي محمد الصلابي
ـ الإسلام في القرن العشرين، عباس محمود العقاد.
ـ حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث، جمال الدين عبد الرحيم مصطفى.
ـ محاضرات عن الحركات الإصلاحية ـ جمال الدين الشيَّال.
ـ محاضرات عن تاريخ العالم الإسلامي المعاصر، د. عبد الفتاح منصور.
ـ محمد بن عبد الوهاب، أحمد عبد الغفور عطار.
ـ قادة فتح المغرب العربي، محمود شيت خطاب.
ـ حاضر العالم الإسلامي، لوثروب ستودارد ـ تعليق شكيب أرسلان.
ـ الأعلام، للزركلي.
ـ الإسلام في النظرية والتطبيق، المهدية مريم جميل.
نشر بموقع ليبيا المستقبل