طرابلس
المدينة التي تفتح ذراعيها
للبحر صباح مساء
وترمي في عرضه بهواجس
سكّانها
وتسلّم على الداخلين إيها
من اطراف القرى البعيدة
القادمون الذين يفتخرون
بالانتساب اليها زورا !!
العارفون كلَّ شيء
وتفضحهم لهجاتهم
القديمة
الصبايا المنحدرات
كالصفعة !
على كورنيش طرابلس
يتضاحكن في أيدي
عشّاقهن
بسراويل ضيّقة
ومكياجٍ صارخ ! .
… …
طرابلس
المدينة التي تدثر وجهها
حتى لا يراها الغريب !
وهى تشيخ من الاهمال
المدينة
التي تبحث عن مواطنها
في الطرق التي امتدت
خلف الأسوار
يموّها اطفالها ..
اصحاب الملايين
الذين يلعبون
بالذهب والدولار !
طرابلس
المدينة التي احسُّ بأني
قد كبرت عليها..
كلّما رأيت ذلك الطفل الذي
يطوف بين شوارعها
القديمة ويراها أكبر منه !
طرابلس
المدينة التي تنام على أيامها
لغدِ أطفالٍ ضاحكين
حتى لا تسرق طفولتهم
خلف الكواليس !
وشبابٍ يرسمون حلماً
بلا خوفٍ
لا تلاحقهم هراوات
البوليس ! .
فهل صرنا أكثر حرية ؟!
أيتها المدينة
التي تطفأ اضواؤها
وتنام على تمام العاشرة
كأي مدينة مدجّنة
طرابلس 1994