بوابة الوسط – لينا العماري

تصاعدت أعمدة الدخان الكثيفة في طرابلس حتى شربتها ثقوب القماش وفرش الألوان، حين رحلت المخيلة الثيب، وهاجرت المروج والزهور من فضاء الفنان علي العباني، وهنا قصرت مسافات الأمل والأحلام، فتركن اللوحة في الخزائن، أو تخرج لتطل على نوافذ من رماد.

كنا اعتدنا على البراح والصفاء في أعمال العباني، التي لطالما كانت تشخص الواقع الليبي المتمدن منه والريفي النزعة على حد سواء، وكانت حتى وإن عبرت عن حزن ما، سنجده الآن حزنًا مترفًا.

في سلسة جديدة من «فضاء علي العباني»، اتسمت الأعمال بالقتامة من خلال ألوان الدخان والحرارة، كذلك يبرز ألون الليلكي، الذي يصف ظلمة قد طرقت أبواب الإبداع، هنا في هذا الفضاء المتاح ثمة أسى، ثمة سواد نعتاد عليه يؤثث المكان.
