لولا يقيني أنَّ الجِنــانَ ليس لها مثيــــــلُ ** لقلتُ الجِنانُ بِلادي أرْضُها وخَميلُ
ومياهُهَا تلتمِعُ تمتشِـــقُ العُلا رَقرَاقَـــــةً ** فترى السَّواقيَ قَد ضَمَّها إكليلُ
تَتنزلُ الرَّحَمَاتُ كي تُغِيـــــثَ عُطَاشَهَـــا ** وكَم ذا رَوى دَوحَها جَدولٌ زَلِيلُ
والزَّهْرُ بكلِ سَفــحٍ يُرَاقِصُ الطَيــــــــرَ ** والوردُ يَميدُ وقَد شَذَا نَسِيمُهُ العَليلُ
وذاك السَّهلُ قد ضَمَّ حُضْنُهُ نُهُوجَ أودِيةٍ ** بها الرُّعَاةُ رَنِيمُهُم للشِّيَاهِ أنْسَةٌ ودَليلُ
والشَّاطئُ الرَّمليُ يُصَافِحُ بَحراً آسراً ** وَيُوَدِّعُ المَوجَ لِيُعَانِقَ النُّورَ رَمْلُهُ البَلِيلُ
والوَاحَةُ الغَنَّاءُ قد كَسَاهَا سَامِقُ لِيْنِهَا ** وَذَاكَ تَمْرُهَا شَهْدٌ يُدْنِيهِ لِلسَّالِكِينَ
نَخِيلُ والتِّلَالُ الشـُّــمُّ حَوَتْ مِن الجَمَالِ كُنُوزَاً ** فَبِكُلِّ نَاحِيةٍ مَعلَمٌ بهِ العُقُولُ
تَذْهَلُ وتَمِيلُ ورُبَى الصَّحرَاءِ قَد مَدَّتْ للسَّارِي بِسَاطاً ** ليَستَريْحَ، وتلكَ النُّجُومُ لَهُ في لِيلِهِ قِندِيلُ
فَسُبحَانَ مَن حَبَا بلادي صَفوَهَا وجَمَالَهَا ** فَلا غَروَ أنْ يُهْدي الجَمَالَ جَمِيلُ