حَبْلُ الْغَسِيلِ ظَهْرُ حِمَارٍ هَرِمٍ ..
يُقَوِّسُ قَامَتَهُ مَطَيَّةً لِلْمَبَلَّلِينْ ..
يَحْفَظُ كِتَابَ العَوْرَاتِ غَيْبًا ..
يَتَمَدَّدُ شَاهِدًا عَلَى احْتِمَالاتِ الْعُرِيِّ القَمِئِ..
تَمْتَطِيهِ الْمَلابِسُ الرَّثَّةُ ..
يُثْقِلُهَا الْوَسَخُ الثَّخِينْ ..
مَفْرُوكَةً بِأَنَامَلَ نَاعِمَةِ القُبُلاتِ ..
وَتَعْتَلِيهِ الثِّيَابُ الْمُثْقَلَةُ بِمَاءٍ رَمَادِيٍّ ..
تَنْزَلِقُ الرُّغْوَةُ الْمُشَاكِسَةُ مِنْ عَلَى ظَهْرِهِ
رُغُمَ خُشُونَةٍ لا يُرَوِّضُها الْمَاءُ النَّقِيُّ ..
على اِمْتِدَادِ انحِنَائِهِ الرَّطِبِ ..
تَتَشَمَّمُ أَلْسِنَةُ الشَّمْسِ رَائِحَةَ البَلَلِ ..!
تَلْحَسُ بِسَعِيرِهَا الْفَظِّ وَجْهَ اتِّسَاخِهِ الْمُزْمِنَ ..
تَتَلَمَّسُهُ أَصَابِعُ النِّسَاءِ الْمُرْهَقَاتِ ..
تُضَاجِعُهُ رَوَائِحُ ألْبِسَةِ النِّسَاءِ هَائِجَةً بِالْعِطْرِ ..
فَائِضَةً بِالشَّهْوَةِ .. وَالأَنِينْ ..!
تَتَزَحْلَقُ عَلَى وَدَاعَتِهِ ..
نُطَفُ المُرَاهِقِينَ الضَّالَّةُ ..
تَتَنَاسَلُ بَقَايِا قَذَارَاتِ الرَّجَالِ السِّيِّئِينْ ..
لَيَبْقَى الْحَبْلُ رُغْمَ أَكْدَاسِ النَّجَاسَةِ
مَرْتَعَ الخِصْبِ الْمُحَلَّى لِلْجَرَاثِيمِ الأَثِيمَةِ ..
مَخْبَأً سِرِّيًّا لِنَجَاسَاتِ الشَّوَاذِّ ..
وَالْمَرْضَى .. وَالْغُرَبَاءِ .. وَالْعَابِرِينْ ..
وَمُسْتَوْدَعًا مُمْتَدًّا لِلْعَفَنِ الْمُبِينْ ..
يَمْتَدُّ وَيَسْتَرْخِي ..
مُتَهَدِّلاً كَقَلْبِ عَاشِقٍ كَثِيرِ الاسْتِعْمَالِ..
ثُمَّ يَنْقَطِعُ كَمَا تَنْقَطِعُ بِالْمَوْتِ حِبَالُ الأُمْنِيَاتُ ..!!
حَبْلُ الْغَسِيلِ ..
العَلَّقَ القَذِرُونَ عَلِيهِ وِزْرَ دَنِسِهِم ..
وَتَوَهَّمُوا أَنَّهُمْ صَارَوا طَاهِرِينْ ..
لم يَزَلْ حَبْلُ الْغَسِيلِ بِهِمُ قَذِرًا ..
منهمُ قذرًا ..
لا يَتَنَظَّفُ مِنْ رَدِئِ فِعَالِهِم ..
.. لا يَنَظَفُونْ ..!