من أعمال التشكيلية سعاد اللبة
شعر

لَسْتُ أَوَّلَ بَاكٍ

فتحي منيصر

من أعمال التشكيلية سعاد اللبة

يَا أُمَّ أَحْمَدَ هَلْ بَلَغْتِ مُنَاكِ ؟
مَا كَانَ أَحْوَجَنِي وَ مَا أَقْسَاكِ
.
مَا بَالُ قَلْبُكِ لَا يَذُوبُ جَلِيدُهُ
أَمْ أَنَّ بَعْضَ الصَّحْبِ قَدْ أَفْتَاكِ ؟
.
لَعِبَتْ بِنَا الْأَهْوَاءُ بَعْدَ مَسَرَّةٍ
فَكَتَبْتُ بَيْنَ دَفَاتِرِي ذِكْرَاكِ
.
هُنَّ الْغَوَانِي حَيْثُ شِئْتُ تَنَدُّماً
فَكَفَاكِ مِنْ هَذَا الصُّدُودِ كَفَاكِ
.
قُولِي ! سَأُصْغِي لِلشِّفَاهِ تَمَلُّقاً
بِمَضَاضَةِ الْمُتَحَبِّبِ الضَّحَّاكِ
.
أَيْنَ الذِينَ مَضَوا بِأَحْذِيَةِ الرَّدَى
وَ تَعَرَّجُوا فِي صُحْبَةِ الْأَمْلَاكِ
.
تَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ تَمُوجُ نَظَارَةً
لِمَوَائِدِ الْإِهْمَالِ وَ الْإِهْلَاكِ
.
يَا دَهْرُ قَدْ أَفْجَعْتَنَا بَفِرَاقِهِمْ
نِعْمَ الصَّدَاقَةُ وَ الْحَنِينُ الزَّاكِي
.
كَيْفَ السُّلُّو وَ كُلُّ قَلْبٍ حَقُّهُ
طُولُ الْبُكَاءِ وَ لَسْتُ أَوَّلَ بَاكِ
.
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ فَرْطَ تَوَهُّمِي
خَوْفَ الْمَنِيَّةِ أَنْ تُقَبِّلَ فَاكِ
.
فَتَأَمَّلِي حَبْلَ الْوِصَالِ فَإِنَّهُ
أَيْدٍ مُقَيَّدَةٌ وَ زَفْرَةُ شَاكِ
.
إِنِّي ذَكَرْتُكِ لِلنُّجُومِ تَوَدُّداً
فَعَسَى خَيَالِي فِي الضُّحَى يَغْشَاكِ
.
وَ لَقَدْ أَتُوهُ بِالثُّرِيَّا وَ السُّهَا
وَ الْفَخْرُ بَيْنَ دَوَائِرِ الْأَفْلَاكِ
.
هَلْ تَشْتَكِينَ الْحُبَّ فِي آهَاتِهِ
أَمْ قَلْبُكِ النَّمَّامُ مَنْ أَغْرَاكِ ؟
.
فَلَعَلَّ قَلْبِي أَنْ يَذُوبَ صَبَابَةً
عَشِقاً يَئِنُّ إِلَيْكِ لَا يَخْشَاكِ
.
مَا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبَهُ
سِحْرُ الْغَرَامِ وَ قِلَّةُ الْإِدْرَاكِ
.
عَيْنَاكِ قَدْ مَلَكَتْ زِمَامَ حِكَايَتِي
فَتَعَطَّفِي بِبَقِيَّةِ الْأَشْرَاكِ
.
فَكَأَنَّمَا أَحْشَاءُ قَلْبِي مَصْيَفٌ
وَ كَأَنَّمَا بِجَوَانِحِي مَحْيَاكِ
.
فَلَئِنْ نَطَقْتِ لَكُنْتِ أَنْتِ طَبِيبَهُ
وَ إِذَا سَكَتِّ فَعِفَّةُ النُّسَّاكِ
.
لَا تَتْرُكِينِي أُمَّ أَحْمَدَ وَ ارْجِعِي
مَا الْحُبُّ غَيْرُ تَشَاكُسٍ وَ عِرِاكِ

***
طرابلس 2017.04.23

مقالات ذات علاقة

قراءةٌ تُنقِّبُ عن أناها

المهدي الحمروني

ما لمْ يُقَلْ

المشرف العام

كائنات افتراضية

خلود الفلاح

اترك تعليق