طيوب البراح

في الزنزانة !!

 

محمد عياد العرفي

 

تمتدُ العبرات .. وتموت اللغات …

وتبقى لغة ألأملِ حاضرة..

في الزنزانة …

نفتقد ..أسوأ  الصدقات  ..

ونعيش متعة العزلة..

بين السقفِ..وموت السكرات ..

نرّتعش ..من الهفوات البريئة…

ونرّتعد..من ألأنس..الأسود..

وننتظر.. مجيء ….ألأبيض (الصباح)

من أعمال التشكيلية: فتحية الجروشي

في الزنزانة….

نستشعر .. خطوات القادمين..

تخْطُو نحو..المظلومين..

من الأعداء.. المُقرّبين..

و شتائم الجلاَدين ..

ونستمعُ إلى ضرّبِ  الغاصبين …

أحدهم:

يصرخ..ويطلب العفو..

ويبصق..قطعة دمٍ تسحقُ الحشرات ..

يبكي مناشدا..ربهم بفكِ القيد..

فلا قيدا يقارنُ بالسهرِ..

على جمّرٍ..يقْطنُ.. أحشاء العتاب..

فندْمعُ.. ونسبح مع جنس الباكيات..

وترّقص..رؤوسنا بهز رموش .. الجميلات..

في الزنزانة…

نعيش وراء القضبانِ..

فتخشى ..منا حتى أم الصبيان..

في الزنزانة …نتنفسُ أملآ..

بأن نقْتَلع..يوما ..القفلَ والظلام..

دونما استئذان..

نتجاوبْ بفهم  حقيقة ..الوجدان..

في الزنزانة…

يحتارُ المرء..فيستهدف التخمين..

ويهمسُ في ومضات ..التكفير..

ويعدمُ الظلام ..ويعدمُ الخيال الوجوه المتجعدة  ..

ويصيح الكفيفَ..قبل البصير..

ويتوقف الوقتْ..ماكراً للسجين..

وفي الخارج:

يجتمعُ هديل..العشيقات ..

تلتفُ..عليهن الكآبة ..بغطاء الذكريات..

فيجمعن ومضاتٍ من الزهور الذابلة..

ويلقونَ بها ..في ممر ألأنهار..الباكية

فيعدنْ ..إلى قبورهنّ.. هادئات  ..

ويستلمنَ الرايةَ ..أللا عذراوات..

والأذنُ تسمعُ.. نحيب الأمهات ..

يتشكلنَ ..بجمع المُصيبات ..

ويطلبن الله ..بالدمعِ والدمعات ..

هي تشتكي ..الفُراقَ والوحدة..

والأخرى..تنقمْ.. على الرّفاقِ والصحبة ..

تصلي وتدعو ..بالفرجِ ..وفك الكُرُباتْ ..

في الزنزانة…

شاب”..مذنب” ..

وشيخ”..متهم” ..

في الزنزانة …

قصة” ..وقصص..

وحكاية..وحِكَمْ…

ورواية.. وألم ..

تتزخرف..على جذران المتاهة..

لأنها ..في غاية البساطة ..هي الزنزانة..

مقالات ذات علاقة

ابتسامة لحظة

المشرف العام

تـتــرات..!!!

المشرف العام

مَدَّ

المشرف العام

اترك تعليق