طيوب البراح

الصدفة

الصادق دهان

*

قد تكون الصدفة وحدها.. أو لخطأ جيني ربما ..أو ذلك الذي يقولون عنه القدر ألأعمى ،، لا اعرف على وجه التحديد ما الذي يجري ،، فكل ما اعرفه أنني هنا فعلا بكل ما أنا عليه وفيه ، موجود في ذات المكان تماما حيث الشمس تشرق في كل يوم جديد ،، هذه النجمة المتهمة باللف والدوران .. نعم قالوا أن الشمس تلف وتدور، أو ربما نحن الذين نلف وندور، لا اعرف بالضبط.

انتظار

ولكن صاحبة الخدود الحمراء المتوهجة (الشمس) كل يوم تسير.. تصوروا ،، كل يوم ،، لا تنسى ولا تتأخر، لا تهاب حرارة الصيف الملتهبة ولا برد الشتاء القارص، ربما لأننا لا نرى منها إلا الوجه ونعجز عن ذلك أحيانا ،، غير أنها والحق يقال حين تأتي تبث الحياة في كل حي وغير حي ، وتضل تمشي طوال النهار ، كما أن الغريب فعلا ،، هو أن الشمس تخاف الظلام ،، لذا في لا تأتي إلا في ضوء النهار .

وعندما يأتي المساء ، فحدّث ولا حرج ،، هذا العنيد الذي لا يخاف الشمس ،، هو وشقيقه الشفق أو لعلهما أبناء عمومة ، لا أدري ، الليل الذي هو أيضا لا يتأخر يضل يهرول أبدا في تحدي أزلي وراء النهار ، والشمس المسكينة بينهما خجلة يصفرّ وجهها عند البزوغ ، ويبيضّ عند الضحى ويحمرّ عند المساء ،، طوال النهار وهي ترقب هذا الصراع الغبي بين كل عناصر الطبيعة والبشر،، وتسأل لماذا لا يكون الزمن كله نهارا …؟؟؟ نعم ،، تسأل الشمس وهي آملة في أن لا يغيب عنها شيء ،، ولأنها ما أن يأتي النهار حتى تأتي هي أيضا ، وما أن يأتي الليل حتى تسقط هلعة في الناحية الأخرى من الدنيا ،،،،، أما بالنسبة لي فان الدنيا هذه لم افهمها بعد ،، ماذا تعني أو من أين تأتي ،، ولم أجرؤ على تفسيرها ، وأنت أيضا يمكنك أن ترى الشمس عند مغربها حزينة ،، كئيبة ،، متجهمة ،، ولا تفهم لماذا ؟؟؟ – وهي كما تبدو لي على الأقل ، خائفة جدا ربما ليس على نفسها فقط ،، ولولا الغيوم السود التي تكتنفها في هذه الأيام لقلنا أنها تسير عارية أمام الأجرام التي لا تستحي إن تنظر إليها رغم احمرار وجهها خجلا ، وهي تتوارى فيما بعد قطع السحب الممزقة.. فترسل نورها الأخير.. من بين مزق الغيوم..

ولا ندري ما الذي كانت تفعله وهي تكمل مشوارها هناك في الجانب الآخر ولو (التي تفتح عمل الشيطان) لو دققنا النظر لوجدنا توهجا وسطوعا في عين الشمس ، كأنه (عين الحقيقة) وسنرى أن كل دابة على هذه الأرض ..كانت تبث من ناحيتها هي الأخرى مشاعر حارة من اجل الشمس، كل شيء في الواقع ، الأشجار والأزهار والطيور والحشرات، الكل يخرج مما هو فيه،، كل حي أعرفه ،، تنطق عصافير المواسم وبلابل الأقفاص وتستحم الأنهار والجداول في النور السرمدي لشمسنا العذراء وأحيانا تنطق الأحجار.., وستنطق يوما ما ؟؟ !!!!
وأنا شخصيا رأيت في (أحلامي ) أي منامي هذه الشمس، تضم بقلبها الكبير كل الأحياء تصالح بين الأسود والغزلان والذئاب والحملان،، وتمسح بعين نورها كل ضغينة في كل قلب حي .. ليس بالضبط كل حي .. كل القطعان إلا قطيعا واحدا، هو الإنسان.

مقالات ذات علاقة

ذكريات تلاحقنا

المشرف العام

حلمٌ مؤجّل

المشرف العام

أضغاثُ أحلامٍ

المشرف العام

اترك تعليق