متابعات

د.عبد الباري تربل: السرقة الأدبية لا ترقى لمستوى الظاهرة في ليبيا

محاضرة عن السرقة الأدبية وتداعياتها على المشهد الثقافي الليبي للدكتور عبد الباري تربل

استضاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بمدينة طرابلس ضمن نشاطه الثقافي الأسبوعي الدكتور “عبد الباري عبد الله تربل” في محاضرة جديدة تولى تقديمها الباحث “علي الهازل” حيث سلط فيها الضوء على قضية السرقة الأدبية وتداعياتها على المشهد الثقافي الليبي، وذلك مساء يوم الأربعاء 31 يوليو 2024م بقاعة المجاهد بالمركز.

خطورة السرقات الأدبية على المشهد الثقافي
فيما لفت الدكتور تربل إلى أن الحديث عن السرقات الأدبية قد شاع انتشاره سيما بين الطبقات المتعلمة في بلادنا حتى أن بعضا ممن تعاطوا هذه السرقات هم من علية القوم فلا يكاد العقل يُصدّق أنهم دخلوا مستنقع الرذيلة هذا بعزم وإرادة بل كيف فكروا في ذلك حتى مجرد التفكير ناهيك عن القيام بالخسيئة، وأضاف الدكتور تربل أن ثمة فروق بين السرقة العادية ومصطلح السرقة الأدبية فأيهما أشد خطورة على المشهد الثقافي؟ وما هي الضوابط عدم الوقوع في السرقة، وأردف الدكتور تربل بالقول : يُستعمل مصطلح الانتحال للتدليل على السرقة الأدبية وهو مصطلح ألطف من مصطلح السرقة فيُعرف الانتحال الأدبي بأنه سرقة للكلمات والأفكار لشخص آخر وتقديمها على أنها خاصة بأحدهم إذ يتم بطريقة مباشرة بنسخ نص من مصدر آخر دون أي تغيير عليه أو إعادة صوغه على غرار الانتحال الأدبي الذاتي باستغلال جهد عمل أحدهم دون ذكر مصدره الأصلي.

دور شبكة الإنترنت
كما أوضح الدكتور تربل أنه من المهم فهم ما يعتبر انتحالا أو سرقة أدبية ما لا يُعتبر لذا ينبغي استخدام المراجع بشكل صحيح بذكر جميع مصادر المعلومات التي تُستخدم في أي عمل بحثي بما فيها الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية، وحث الدكتور تربل البُحاث حين يستدلون على مرجعيات ومصادر محددة على إعادة صياغة النص بدلا من نسخه من مصدر آخر فضلا عن استخدام الاقتباسات مع ذكر المصدر الأصلي، وتابع قائلا : على الباحث أن يتحقق من أن علمه خال من الانتحال الأدبي قبل تقديمه، ولفت الدكتور تربل أن مسألة تجنب الانتحال الأدبي مسؤولية أخلاقية ومهنية لا تتأتى إلا من خلال الاحاطة بمفهوم الانتحال الأدبي واستخدام الممارسات الأكاديمية الدقيقة فيما أعزى الدكتور تربل دور شبكة الإنترنت في تفشي السرقة الأدبية واعتبره دور مزدوج فالإنترنت ساعد على انتشار السرقة من جهة ومن جهة ثانية ساهم في اضفاء المشروعية على المادة المسروقة وشهرة السارق شاملة معظم المجالات الأدبية والفكرية والعلمية، مضيفا أن شبكة الإنترنت أيضا أتاحت الفرصة للكشف عن جذور هذه السرقات من خلال أليات برمجية معينة.

ليبيا ليست بيئة حاضنة للسرقات الأدبية
من جانب آخر قدم الدكتور تربل لمحة عن السرقة الأدبية في ليبيا مؤكدا بأن ليبيا كغيرها من البلدان لها تاريخ وحضارة، ومجتمع التاريخ والحضارة هو بيئة وساحة منتجة للفكر والأدب والثقافة، وبالتالي حدوث الانحرافات الفكرية والثقافية وغيرها ظاهرة حتمية في هكذا مجتمعات سيما في مجتمعنا المحلي في ليبيا، وفي المقابل أكد الدكتور تربل أن أمر كهذا لا يرتقي لمستوى الظاهرة في المجتمع الليبي فوجود المشكلة حسب تعبيره في حد ذاته أمر عادي، وأشار الدكتور تربل إلى أن المشهد الثقافي الليبي لا يعرف السرقة الأدبية بالمعنى الموجود في بعض الدول العربية كمصر ولبنان لسبب بسيط يرتبط بوفرة أو عدم وفلرة النخب الأدبية من كتّاب وأدباء علاوة على محدودية حركة الكتابة والنشر ممن يعني عدم توفر البيئة الحاضنة للسرقة الأدبية داخل الحراك الإبداعي في ليبيا.

مقالات ذات علاقة

توقيع كتاب تاريخ هيرودوتس بوزارة الثقافة

مهند سليمان

جهود فردية أسست لمتحف

المشرف العام

الصحراء الليبية من بيئة خضراء إلى صحراء جرداء

المشرف العام

اترك تعليق