المقالة

الشبكة الكهربائية من طرح الاحمال الى كثرة الاعطال

(الصورة عن الشبكة)
(الصورة عن الشبكة)

عشنا سنوات طويلة خلال الفترة الماضية، ونحن نعاني من أزمة كهرباء حادة وغير مسبوقة، لأسباب عدة، ليس هذا موضوعها، تعرضنا فيها للبقاء ساعات وأحيانا أياما دون كهرباء، خاصة مع فترة ارتفاع الحرارة صيفا أو انخفاضها شتاءً، في كل المن الليبية، فانتشرت المولدات وارتفعت أصواتها، وبحث المواطن عن بدائل، نجح البعض وفشل البعض الآخر في توفيرها، حسب الإمكانيات رغم كل ما كان يقال عن صرف ميزانيات وصيانة محطات! ولكن كل ذلك لم يغير من الحال شيئًا لأكثر من 10 سنوات.. حتى كان العام الماضي حيث لاحظنا تحسنا في أداء الشبكة وتجاوزنا مشكلة طرح الأحمال، ولو نسبيا إلى حد كبير، خاصة في العاصمة طرابلس، وعديد المدن.. وإن كانت بعض المناطق مازالت تعيش على هذا الأمر ولو من حين لآخر، وإن كان الأمر ليس بجديدٍ عليها، خاصة تلك المشهورة بارتفاع درجة حرارتها.

 المهم مع هذا التحسن النسبي، واختفاء كبير لعملية طرح الأحمال، ظهرت لنا مشكلة جديدة؛ وإن كانت قديمة جديدة، يبدو أنه لا حل لها حتى اليوم، ألا وهي مشكلة الأعطال المتكررة في عديدة المناطق، وصولا إلى وسط العاصمة طرابلس ومناطقها المختلفة، خاصة في فصل الصيف.. حيث ما إن يبدا هذا الفصل، حتى ترتفع نسبة الأعطال وانقطاعات الكهرباء، بمدد مختلفة تصل إلى ساعات طويلة في أحيان كثيرة..

وللأسف، أنه حتى عمليات الصيانة في كثير من الأحيان، لا تتم بالشكل المطلوب وتقدم الحل الجذري، بل بطرق عشوائية سريعة، يتم خلالها إرجاع الكهرباء للمنطقة المقطوع عنها، ثم ما إن يمر بعض الوقت، حتى يتكرر الانقطاع ويعيش المواطن في أزمة قد تستمر في بعض المناطق لأيام وأسابيع دون حلول جذرية.. وللأمر أسباب كثيرة متعددة، بالتأكيد يعرفها أصحاب الشأن بالشركة العامة للكهرباء، لكن لا أحد يحاول إيجاد الحلول الحقيقية لها.

ولعل ما نشاهده في الشوارع وعلى جدران البيوت، من أسلاك وشبكات عنكبوتية موصولة بطريقة عشوائية هزيلة، لا تنم إلا على فوضى وألا مبالاة، دون أي مراعاة حتى لشروط السلامة والحماية للمواطن وللعاملين في الشبكة أنفسهم.. إضافة إلى ضعف المحوِّلات ومفاتيح التشغيل خاصة في المحطات الفرعية والصغيرة، والمعنية بتوصيل الكهرباء مباشرة إلى مستخدميها، التي أصبح الكثير منها لا يتحمل حجم الاستهلاك، خاصة مع زيادة عدد المستفيدين من الشبكة في كل منطقة، سوء كبيوت جديدة أو محلات تجارية، ومواقع صناعية وحرفية بمختلف أنواعها، التي يزداد انتشارها كل يوم، ويكون لها دور كبير في زيادة حجم الاستهلاك، وسببًا رئيسيا في عديد الانقطاعات.. ومع هذا لا تقوم الشركة بمراعاة هذه المتغيرات، وتوفر البدائل والمعدات المناسبة، التي تتحمل كل هذه الزيادات المتواصلة يوميا، رغم كل ما أصبح يصرف لها من ميزانيات، وما تخبرنا عنه يوميا من وصول أجهزة ومعدات لا تتوقف الموانئ في طول البلاد وعرضها عن استقبالها.. دون أن ننسى الإشارة إلى تصرفات بعض العاملين فيها، واستغلال مواقعهم للاستفادة الشخصية بطريقة أو أخرى على حساب المواطن والمستفيد من الكهرباء.. إذ في كثير من الاحيان ما يقوم بعضهم بحل أزمة جهة أو شارع ما، على حساب جهة أخرى حسب العلاقات والاستفادة الشخصية، دون أي اعتبار أو مراعاة لما سيعانيه من تمت الاصلاحات على حسابه، وهو أمر نعيشه ونشاهده أو نسمع عنه يوميا، بل أحيانا يتم ذلك بقوة السلاح والاستعانة ببعض الجهات المسلحة الشرعية أو المشرعنة.

هذا إضافة إلى أسباب أخرى كثيرة لا تحصى ولا تعد، تسبب كل هذه الانقطاعات وتواصل الأعطال دون حلول جذرية حقيقية، تنهى مشكلة وأزمة الكهرباء إلى أقصى حد.. فأين الشركة وموظفيها البالغ عددهم ربما حتى أكثر من طاقة استيعاب الشركة؟ وأين معداتها وأجهزتها التي تدخل البلاد كل يوم؟ خاصة بعد تخصيص الأموال التي تفوق كل حد لها، من أجل القيام بدورها من كل هذه الانقطاعات التي نعيشها يوميا، خاصة في هذا الصيف منذ بديته.. والتي لا تنتهي ولا تتوقف وتنتقل من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى.

فهل من حلول جذرية؟ خاصة للمواطن العادي وللبيوت قبل كل شيء، أم إنه آخر هم من بيدهم الامر؟ ومن يقومون بأعمال الصيانة العشوائية والوهمية التي لا تنتهي إلا لتعود مرة أخرى!

فهل كتب علينا أن نعيش أزمة الكهرباء دون نهاية؟ بين طرح الأحمال يوما،  وتواصل الأعطال! وحكومتنا تخبرنا إنها تتبرع لغيرنا بالكهرباء، فيما نحن نعاني من انقطاعها أكثر، ربما حتى من تلك الدول التي تريد أن نمنحها كهرباءنا، قبل حل أزمتنا المتواصلة كهربائيا.

مقالات ذات علاقة

مفهوم أنواع جرائم الإنترنت

المشرف العام

إيروس والحب الإفلاطوني

سعود سالم

محاولة لقراءة جهود الرائدات الليبيات

فاطمة غندور

اترك تعليق