طيوب عربية

التمس خاتماً 

حفلات الزفاف ما بين البذخ والإسراف والبخل والإقشاف.

زواج
زواج

تعالت الصيحات في واقع المجتمعات ومن خلال المواقع وصفحات المنتديات حول ليلة العمر لكل عروسين شاب وفتاة، أرادا من خلال هذا اليوم المبارك وضع حجر الأساس واللبِنة الأولى لبناء صرح شامخ آبد

والذي تعقد فيه أسمى شراكة مؤسسية اجتماعية شرعية وإنسانية فطرية.

منادٍ ومندد يقول: لمَ الصخب والضجيج بين البيوتات في الأحياء؟! وهنالك من يردّ عليه بأن ذلك من مظاهر الفرح والسعادة ولسنن الهدى إحياء..

ومعترض آخر يدلي بدلوه لعلّ من كانت تفيده التذكرة بأن يعود لوعيه ويعود عن غيه قائلاً: بما أن هذهِ ليلة واحدة فلماذا لا تجعلوا منها ذكرى خالدة مابين وليمة متواضعة يدعى إليها مساكين الحي والأسر المتعففة ودعوة بعض الصّالحين لاكتساب بركة دعائهم وشيئاً من شجي حدائهم؛ بدل دعوة المتمايلات الناقصات بزي لافت متهافت بعيون ناعسات!! وبديل مطرب يمسك مكبر الصوت معلياً الصِّياح حتى الصّباح وبعد ذلك يفرُّ بجنى العمر الذي جمعه العروس تعريفة تلو تعريفة بل لربّما لا تكفي أجرة النوّاح فيبيع المسكين دِيك أبيه الصيّاح!!! .

ما بين هذا وهذه من تلك المهاترات والكلمات الحصيفات يجب أن نأخذ بمجامع الأمر ونكتب بمداد بلا قلم وحبر

 وإن رأى البعض هذا الكلام مُرّ ولكن تبقى الحقيقة الدقيقة هي العليا وإن جانبني الصواب فتبقى القاعدة الفقهية أولى التي تقول :ضرٌ أهونُ من شر.

نعود بالذاكرة مع إخوتي القرّاء إلى تاريخ مضى عليه قرون غوابر إلى حفل زفاف العروسة قطر الندى ابنة طولون الذي حكم مصراً وجزءاً من بلاد الشام

وعروسها المعتضد من الأمراء العباسيين، حينها أنفق أبوها على العرس خزينة الدولة بأكملها وامتدت الأفراح آنئذ طيلة عشرة شهور حسبما نقل المؤرخون؛ وكان ذلك العرس سبباً من أسباب سقوط الدولة الطولونية وانضوائها مجدداً تحت حكم العباسيين.

أقرأُ الآن علامات التعجب على قسمات وجوهكم النيرة من سوق هذهِ القصة العتيقة وما محلها من الإعراب ولعل الكاتب يأتي بالعجاب!!!

هنا أقول أيّها السادة والسيدات بأن التكلف في الأعراس من المحذورات وليس من المحظورات. فالمثل الشعبي يقول : يلي عنده فلفل بيرشّ على المخلوطة. ومثل آخر يقول: على قد لحافك…….. تركته لتكمله أخي القارئ العربي.

فلا بأس ببسط الموائد في الولائم وأعلم يقيناً بأنه لن تكون هنالك فضلات وزوائد لأن في مجتمعاتنا كثرت فيه جمعيات حفظ النعمة التي تهتم بهذا الشأن وتوصل طعام الأفراح بعد تهيئته بحافظات إلى مستحقيه بكل حب وانشراح.

وطبعاً هذهِ النقطة التي ذكرناها آنفاً للقادر المستطيع، أما الشاب الذي أقدم على خطوة الزواج بنية الإعفاف وهو بالأصل حياته كفاح ويعيش بأقل مصادر الاكتفاء والكفاف، ثم تطلب عروسه أو أهلها طبلاً وزمراً ودعوة الفنانة صباح أو الشادي أبو رياح؛ فتكون هنا القاصِمة الكبرى لظهر رجل متكفف ظنه بالزواج السعادة والارتياح.

وبرأيي كمثقف عربي يجب أن يفكر كلاً من العروسين وذويهما عن مكامن السعادة وماهيتها وكيفيتها وثمراتها وقبل ذلك كله وجوباً على الشاب معرفة طلبه وأين ومن ومتى يطرق الباب.

ومن مسك العصا من وسطها، لا يلومه لائم ولا يطعن بنزاهته عاقل،  ومن اتخذ من شعرة معاوية له منهجا، يكتسب ممن حوله ولا يهمه بعدُ من هجا.

مقالات ذات علاقة

970 ناشرا من 47 دولة في معرض الجزائر الدولي للكتاب

المشرف العام

وردٌ أسمر يملأ رئتي.. ديوان للشاعر الكويتى دخيل الخليفة

المشرف العام

وطن يتفسخ

المشرف العام

اترك تعليق