(ليبيا / وصف الحال ،وخطورة المآل)
حَباكَ اللهُ حَتماً ياشَهيدُ .. فلم تَرى ما لا تُريدُ
فأنعِم بجنّاتِ الخُلودِ .. وطَابكَ النّزُلُ الرَّغِيدُ
وَلْيَهْنَكَ صَحْبٌ كِرَامٌ .. وأدعُو رَبي لكَ المَزيدُ
ما نويتَ إذ خَرجتَ .. إلّا سُؤدَدَها المَجيدُ
لو عِشتَ لمُتَّ توَجُّعَاً .. ولَهَالَكَ عَجَبٌ فَرِيدُ
فبلادُكَ أضْحَتْ مَلعَباً .. وكُلَّ صُبحٍ بهِ جَديدُ
وأمسَتْ بَعدَكَ مَرتَعاً .. فَبكُلِّ نَاحِيَةٍ عَنيدُ
والمالُ أمسَى نَهَبَاً .. في كلِّ شَارِدَةٍ بَدِيدُ
فذاكَ صَارَ ثَائراً .. وتنَكَّرَ الوَجهُ البَليدُ
وذَاكَ يَخطِفُ آمِنَاً .. وذاك قنَّاصَاً يَصيدُ
وذاكَ يُغلِقُ مَسْلَكاً .. فَمِنهُ عِيْشَتُنَا كَدِيدُ
وذاكَ ذو جِسمٍ عَريضٍ .. ولَهُ طَبعٌ شَديدُ
فَاينَ مِن صَولاتِهِ .. إبنُ زِيَادٍ او لَبِيد
وأينَ مِن جَولاتِهِ .. أبو الفَوارِسِ الصِّندِيدُ
وذَاكَ أضحَى حُجَّةً .. ولِوحْدِهِ الرأيُ السَّديدُ
وذاكَ بَاعَ ضَميرَهُ .. لأجَلِ مَالٍ بهِ يَمِيدُ
وذاكَ خطيباً مُفَوَّهَا .. لَيَنتفِخْ منهُ الوريدُ
يَذكُرُ مبتوراً جريحاً .. وفي سَجِيعٍ بهِ يَشيدُ
وتَسِيلُ مِنهُ الأدمُعُ .. كُلَّمَا زُفَّ فَقيدُ
لَم تَبكِهِ مِثلُهُ أمُّهُ .. فمِن أينَ وَافَاهُ الوَجيدُ
ويُنَمِّقُ مَخرِجَ صَوَتهِ .. كَثُرَ التَّرَحُّمُ والفَدِيدُ
ما يَبتَغِي مِن ذِكرِهِم .. الَّا أنْ يَنمُو الرَّصِيدُ
فآهٍ لَو تَسمَعَهُ .. إذْ يَتبَعُ الوَعْدَ الوَعِيدُ
والقَومُ تَجِلسُ حَولَهُ .. يُصَفِّقُونَ لِمَا يُعيدُ
وغَيرُهُ أضحَى سَيداً .. وخَلفَهُ رَكْبٌ نَضِيدُ
والكُلُّ وَجهٌ جَاهِمٌ .. والكُلُّ سجّاهُ الحَديدُ
لعَمرُكَ لو أبصَرتَهُم .. لقُلتَ للقُدْسِ أكِيدُ
وذَاكَ صَارَ نَائِباً .. فخَطـَّ لنَفسِه ما يُفيِدُ
فَحَازَ أعلَى مُرتَّبٍ .. ومِن المَزَايَا مَا يَزيدُ
فلو كان يَبذُلُ جُهدَهُ .. مَا ضَارَنَا عَامٌ جَهيدُ
فحَتماً مَن قَالَ جَمَادَاً .. عَن حَقِيقَةٍ لَا يَحِيدُ
قد مَاتَ منهُ قَلبُه .. وقُل كَمَا المَيتُ جميدُ
وَغَدا لجَيبِهِ شَارِعاً .. وغَيرَ ضَحِكٍ لا يُجِيدُ
لو قَالَ حَسِبتَهُ زَاهِداً .. وعَيْشُهُ تَرَفٌ رَغيدُ
وأنَاسٌ مأكَلُهُم فُتَاتٌ .. وأنَاسٌ أسْقُفُهُم جَريدُ
فَذاكَ كُوخَاً يَقطُنُ .. وَذاكَ عِيشَتُهُ نكيدُ
وبلادُنا في مأزقٍ .. ما سَاسَهَا عَقلٌ رَشيدُ
فالى الوَرَاءِ مَسِيرُهَا .. فترَاهَا يَسحَبُها الوَهيدُ
فليَعلَمُوا يا ويَحَهُم .. فِعلَ شَائنةٍ رَديدُ
مَا هَمَّ لَو مِن جَاهِلٍ .. عَن كُلِّ نَاهيةٍ شَرِيدُ
لكِنَّهَا مِن عَارفٍ .. وعندهُ باعٌ مَديدُ
وَتراهُ يُخفى مَاضِياً .. وبأيِّ صَفَّيْن ِ قَعِيدُ
فحَتماً ليسَ صَادقاً .. ولعادَ لو عَادَ العقيدُ
فليتَ أدرَكَهُم فَارُوقٌ .. أو حَجَّاجٌ أو يَزيدُ
تعليق واحد
سيادة المشرف العام المحترم ،
تحية طيبة وبعد.
أود أن أنوه الى القارئ الكريم بأنني قد كتبت هذه القطعة الشعرية في نهاية سنة 2013. والسبب في هذا التنويه إزالة الالتباس عن من يقرأها مستقبلا. فكم أتمنى أن تتكرم يتغيير عنوانها لتصبح (ليبيا 2013 / وصف الحال وخطورة المآل * شعر خالد المهدي مرغم) . وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير.