بدونا كالقطيع يسير ليلا
ولا يدري إلى أين يذهب
فلا قائد يحميه من ذئب الفلا
فبدا كأعمى بالفلا يتقلب
نحن الأولى كنا هداة طريقهم
وبعلمنا كانوا بنهم يشربوا
والآن صرنا بلا هدى
مثل الفريسة للردى تترقب
وتركنا ساحات الوغى في وحشة
والسيف بات بوحدة يتعطب
والليل بات يحيطنا بظلامه
والعجز بات بكل سطوة يضرب
وكأننا نسل هجين من البشر
وكأننا لسنا لعرب ننسب
بعنا البطولة في مزادات الهوى
وتركنا تاريخ العروبة يندب
فتمررت أيامنا وتحجرت
وبدت سنين الفخر شيخا يهرب
أواه من قوم تهاوى عزهم
فقدوا دروبا للعلا وتغربوا
وتبادلوا وصف الخيانة بينهم
وتقاتلوا في أرضهم وتحاربوا
وتشرذموا في كل واد شائك
وتوددوا لعدوهم وتقربوا
هانت عليهم أرضهم وديارهم
فبدا العدو لأرضهم يتنهب
هان عليهم دينهم فتعثروا
والدين تلفظه القلوب فتخرب
فانظر إلى بغداد ضل طريقها
وانظر إلى لبيا كنهر ينضب
وانظر إلى مصر العزيزة قد بدت
مثل المطية كل حين تركب
وانظر إلى أرض الحجاز بخيرها
صارت كماء آسن لا يشرب
تلك الحقيقة سادتي فتوحدوا
لا تتركوا مجد العروبة يذهب