الطيوب
عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، أعلن القاص والروائي الليبي محمد النعاس، ترجمة رواية (خبز على طاولة الخال ميلاد)، التي ستكون متوفرة للقراء مايو 2024م.
في منشوره الخاص بإعلان الترجمة، قدم النعاس بالقول: (الخال ميلاد سافر إلى مارسيليا ليجرّب “الكرواسن”، فتعلّم الفرنسية.)، ثم أردف: (تصدر في الثاني من مايو القادم الترجمة الفرنسية لرواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” عن دار لو بروي دو موند (Le Bruit Du Monde) في مارسيليا جنوب فرنسا. الرواية ستخرج بترجمة المترجمة البلجيكيّة سارا (أو سارة كما أحب مناداتها) رولفو.).
في ذات المنشور، قدم القاص محمد النعاس حكايته مع دار النشر (لو بروي دو موند)، فيقول: (بدأت علاقتي بلو بروي دو موند في نهاية يوليو 2022 بعد أن تواصلت معي صاحبة الدار والمحررة ماري-بيير قراسيديو عن طريق الصديقة الصحفيّة ماري فيتزجرالد. لم يطل الوقتُ بي حتى وقعتُ في حبِّ الدار لا فقط بسبب تاريخ ماري-بيير الطويل كمحررة في جاليمارد، بل أيضًا بسبب اسمِ الدار الذي يعني بالعربية “صخب العالم”، وقعتُ أيضًا في حبِّ أغلفة كتبهم التي تملكُ هوُية فنيّة فريدة تجعلك تريد اقتناءها حتى إن كنتَ بهيمًا في الفرنسيّة مثلي. وهي دار رغم حداثتها أظنّها مشروعٌ طموحٌ من مغامرين خرجوا من العملاق الفرنسي “جاليمارد” للبدءِ من جديدٍ، والله يعلمُ كم أحبّ المغامرين. زد على ذلك، اعتناء الدار بأن تشّرِفَ الرواية بمُترجمةٍ محترفةٍ مثل سارة، كنتُ سعيدًا جدًا بالتعاون معها والحديث إليْها والتعرف عليها وعلى بعضٍ من تفسيراتها المهمّة لعالم الخال.)،
ويضيف: (بدءًا من يوليو 2022 ازداد تعلّقي بالدار لما وجدتُه من مشاعرٍ وقيمٍ إنسانيّة غابت عن عالمنا لكنّها ظلّت كامنة لدى صاحبتها ماري-بيير، فهي لم تنسَ يومًا أن تراسلني للاطمئنان عليْ، فعزّتني في أهلنا بدرنة الجريحة وباركت حضور عمرٍ إلى العالم “القاسي” كما هللّت حديثها في رسالة المباركة؛ وهو أمرٌ أقدرّه في علاقاتي أكثر من “البزنس” والطموحات التي يورّطنا فيها عالمنا الرأسمالي.).
وفي احتفائه بهذه الإنجاز، كتب النعاس: (لا يفوتني هُنَا وأنا أتأمل هذا الإنجاز إلا أن أبتسمَ للخال ميلاد وهو يتلعثم بالفرنسيّة كما كان يتلعثم بالعربية، أبتسم لتعلّمه لغةً أردتُ تعلّمها في 2012 عندما دخلتُ أبواب المعهد الثقافي الفرنسي في الزقاق الهادئ -الذي أصبح مُوحِشاً- بين شارع البلديّة وشارع المقَرْيِف، لغة كان غصبًا عليْ نسيانها بعد محاولة تفجير السفارة الفرنسية في 2013 وإغلاق المعهد لأبوابه؛ ليتبقى رصيدي من اللغة بعض ما تعلمته ممزوجًا بما عرفته بعدها في أيامي بتونس من الفورماج وبان أو شوكولا وجو سوي إيكغيفان وعالسلامة خويا.).
وأردف هذا التعليق بقوله: (أنشر الخبر هنا لأباركَ لسارة خروج الرواية المُنتَظَر، لأباركَ لصخبِ العالم أوّل روايةٍ عربيةٍ مترجمة ينشرونها، ولأبارك أيضًا للخال ميلاد خروجه الثاني إلى العالم علّه يجدُ من ينصتُ إليْه ويتفهّم عذاباته بعد أن لعنه أبناء وطنه وطردوه ساخرين منه.)، ثم تابع: (أنشر الخبر هنا لأشكر الصديقة ماري فيتزجرالد التي كانت سببًا أوليًا في هذا الإنجاز؛ فهي التي آمنت بالخال ميلاد وحظّه في الترجمة دون أن تقرأه، علّها يمكنها الآن قراءته بالفرنسيّة.).
خصص النعاس ختام منشوره، للحديث عن غلاف الطبعة الفرنسية للرواية، موضحاً: (في الغلاف، تظهر زينب وقد انتصرت أخيراً على ميلاد الذي يقف أمام باب البيت بلا ملامح كما انتصر “الهندي” والزيتون والبرتقال على الخبز. الغلاف من إبداع الفنانة والكاتبة ميشيل ستانديوفسكي، فشكرًا لها.).