أخبار طيوب عربية

وحدها لا تموت.. لسعد جرجيس سعيد

رواية (وحدها لا تموت) للروائي العراقي سعد جرجيس سعيد
رواية (وحدها لا تموت) للروائي العراقي سعد جرجيس سعيد

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدرت رواية « وحدها لا تموت » للروائي والشاعر العراقي “د. سعد جرجيس سعيد”.

الرواية تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وتؤرِّخ لسيرَةِ نهرِ دجلة، الذي يمرُّ بريفِ العِراق، من خلال جُملةٍ من الأحداث التي عايشها الكاتب منذ طفولته حتى صدور الرواية، تستمد من شخصية هذا النهر أحداثها، فيكون هو البؤرة الرئيسة التي تتمحور حوله الأحداث، وتنطلق من خلاله المفاهيم والتصورات.

هي محاولة للكشف عن سفره المجيد في الأماكن التي يمر بها، وتسليط الضوء على تاريخه منذ كان العراقيون القدماء يؤسطرون دجلة، فيظنون أنه ينبع من الجنة، فأقاموا عنده طقوس الفداء مثل تلك التي أقامها المصريون عند النيل. فالأنهار هي أرواح القرى والمُدن، فلولاها لتصحرت النفوس، فالجريان والتدفق الأبدي هو حياة كاملة، وقصة دائمة لا تتوقف، فجيران النهر تصطبغ أرواحهم بعبق الماء، وبصوته الذي يجعل الأرواح أبدًا مبتلة بالحياة.

(وحدها لا تموت) ليست رواية سيرية تنعكف على سيرة الكاتب، وإنما هي محاولة للبوح عن جُملة من الأحداث التي تتصل بشخصية الريف العراقي كله.

لقد كان للحب نصيب كبير من هذه الرواية، الحب ببراءته ونقائه، وبكل تلك القيود التي تصنع الحرمان، فبطلة الرواية “ضُحى” هي الحلم العائد، وهي فناة الريف التي تقتحم أسوار العشق بكل جنون الأنثى حين تحب بصدق، فقد جسَّدت هي والبطل “أيمن” سلسلةً من الأحداث، وكان الفقد ثيمة بارزة لصياغة بنية المفاجأة.

ومن الشخصيات البارزة في الرواية شخصية “إسماعيل” الذي يجسِّد صورة العناد العراقي، وصموده أمام متوالية من المكابدات الدائمة، فهو الآخر لا يلين إلا للحظة الحب، فتبرز حالة الانكسار واضحةً عليه.

الحُب، الغناء، الغجر، دبكات الريف، أفراح الفلاحين وأحزانهم، الجُثث المُلقاة في النهر، الجسور التي سقطت أجسادًا شهيدة على الماء، الهروب من أدوات الإرهاب على قارب صغير في الليالي الموحشة، أشجار الغرب، الحطَّابون وهم يجزون ذاكرة النهر، الغرقى، النهر الذي يضمِّد جراحات الحزن في ضمائر، المجانين الذين يسكنهم النهر فيرفضون مغادرته… كل هذه صور ومشاهد صبغت الرواية بروح الشعر؛ ليس على مستوى اللغة فحسب، وإنما على مستوى صناعة الحدث.

على الغلاف الخلفي نقرأ مقطعًا من الرواية:

(ضُحَى: أنظُرُ إلى هذا الفراغِ الذي عَلَيَّ أنْ أحْمِلَ كلَّ عَنائِه.

انتَظِريني خَلْفَ بَوَّابَةِ الدَّمْعِ… دجْلَة بيني وبينها ليلُهم، فَمَن الذي يُنْقذُني من اختناقي…

تعالَي فَمَراكبُ الرُّوح ما زالتْ جاهزةً للسَّفَر…

أيَّتها البعيدَةُ مِثْلَ نجمةٍ تُوْمضُ من بعيدٍ، ثم تختفي في دُرُوب السماء.

خلْفَ بوَّابة الدمع انتظريني.

انتظريني قليلاً،

فالشروقُ يسودُ الأماكن على الرغم من كل أسوارِ المنافي.

ستأتين من بوَّابة الشروق امرأةً ناعِمَةَ الكفَّين تلمَسُني بحنانِها القديم ونمضي إلى أشجارِنا الأولى، سينبعثُ الغَرَبُ من جديدٍ شجرَاً يُظَلِّلُ الروح، شجرَاً يقفُ بيننا وبين صحراءِ الخوف، وعيون الرُّقَباء، وهواجِر الوجَل، سنَرْجِعُ إلى صَدْرِ دجلة….).

مقالات ذات علاقة

الرقابة على الأدب والإعلام في حوارية

المشرف العام

جوائز مسابقة الليبو

المشرف العام

إذاعة بنغازي المحلية تستأنف نشاطها بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات

المشرف العام

اترك تعليق