السعيد عبد العاطي مبارك الفايد | مصر
في جزيرة معزولة عن العالم، كان يوجد ملك ورثها عن آبائه وأجداده، وظل يحكم قرابة نصف قرن فقد تقلد مقاليد الحكم وهو صبي، حيث كان تحت رعاية أمه وفي كنف أعمامه وقبيلته، وساد الأمر على أحسن حال ولكنه أتخذ أخيرا بطانة سوء، برغم الكل نصحوه وحذروه من العاقبة والم المآل، لكن السلطة أصبحت ليست في يديه بعد فوات الأوان وحدث انقسام في التأييد والمعارضة ونشب في نظامها الصراع والشقاق وعم السخط بعد الرضا.
لكن كانت المملكة قوية والأمور طيبة فسواد الناس يجيدون كل شيء شيء في بساطة ودون عنا٠٠لكن النخب داخل المؤسسات والهيئات بالمرصاد وفي صدام مع الأجهزة في استمرار ٠٠
والملك في حالة غضب وثوران داخلي تارة يأنبه ضميره وأخرى يصمت كي تمر الأيام ٠٠وذات مرة رفع المعاناة ماديا ومعنويا وقلص القيود وأعطى الحرية والتعبير والرأي والنقد وسمح إلى وسائل الإعلام بث الحقائق دون مراقبة ٠
وخفضَّ موكب الرئاسة والحراسة وتكاليف الإنفاق في ترشيد في نواحي المجالات ٠٠ثم عزم على التخلص من القيادات وعزلهم وحبسهم لكن القرار ليس بالسهل المراد ٠٠ففعل ذلك ثم أصدر قرار وجدد الدماء في مملكته العتيقة في نظام يواكب العصر وتطور الحياة ٠٠
ثم خطب خطاب في جموع مملكته وجاء في خلاصته وشرح تجربته إنه سوف يتخلى عن الحكم ولا يعهد إلى أولاده قط ٠٠ وسيخرج بعد انتخابات حره نزيهة لما يشارك فيها ولم يساند أي طرف او حزب كي يؤسس إلى ديمقراطية يشهد لها العالم ٠٠ وفعلا حدث ذلك على أرض الواقع وفرح البسطاء وحمق عليه الأغنياء في تلك اللحظة .. وهذا عندما صحح المسار ووصفوه بأنه صاحب الفساد وظلوا له بالمرصاد حيث أضاع عليهم مكانتهم والعبث بالكيان ٠
وبعد أن استقر الحال خرج يتنزه في شوارع المدينة دون حراس ويستمتع بمصافحة عامة الناس ويستمع إلى حديثهم ٠٠ويأكل في مطاعمهم ومقاهيهم فرحا مسرورا بتحرر من السلطة والعزلة والانخراط بعفوية في هذه الحياة ٠٠
وذات مرة ذهب إلى ملعب الشعب يشجع فريق مملكته السابق الذي كان يدعمه كالعادة ٠٠أطلقوا عليه الرصاص وتم تقيد الحادث إلى مجهول وتظل القضية قيد البحث وتتعقد الامور ويسود الهرج والمرج وتعم الفوضى البلاد ٠٠ويتساءل الكثير من المستفاد وراء هذا الحدث والانفلات ؟! ٠