قصة

شعور

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

دخل إلى البيت الذي كانت جدرانه تعج بالفقد. سكون وهدوء رهيبان لو لا مواء قطة ابنته التي كانت تترقب قدومه بفارغ الجوع، وما أن أدار مفتاح الباب حتى اندلفت مسرعة إلى المطبخ بحثا عن بقايا طعام تسد به رمقها. على عجل أعد فنجاني قهوة. وضعهما على الطاولة. جلس يرتشف رشفات متتالية. يمط شفتيه منتشيا برائحة البن التي صعدت إلى رئتيه. تأوه حتى خيل للقطة أنه يدعوها لاحتساء القهوة.. صوب عينيه على الفنجان الآخر والكرسي الشاغر بجواره. سمع طرقات خفيفة.

وقف وحمل خطاه إلى الباب وكأنه كان ينتظر قدوم زائر ما. مد يده ممسكا بمقبض الباب، ولما جذبه إليه رأى طيفا يغادر مودعا. أغلق الباب. أسند متن ظهره عليه. نظر إلى الأعلى مغمضا عيناه واضعا يده على قلبه، متحسسا نبضه. عاد وجلس. حين هم بتناول ما تبقى من قهوة بفنجانه فوجئ بأن الفنجان الآخر كان فارغا..

مقالات ذات علاقة

توجس

فتحي نصيب

حكاية الزنجي الأبيض

سعيد المحروق

شمس

محمد المسلاتي

2 تعليقات

حسين بن قرين درمشاكي 13 سبتمبر, 2023 at 08:08

تشكراتي وامتناني لبلد الطيوب والشاعر الكبير أ.رامز النويصري على سخاء النشر وبهاء التوثيق..

رد
المشرف العام 13 سبتمبر, 2023 at 16:45

الشكر موصول لك أخي

رد

اترك تعليق